هل تقلل مشاعرنا السلبية على استجابتنا للآخرين أثناء شعورهم بالحزن؟

وهل تعتقد بأن قلة التعاطف وقت شعورنا بالحزن هي أنانية من الإنسان، حيث يرى بأن حزنه أهم من حزن الآخرين؟

أم يرجع التفسير لكونها آلية دفاعية من المخ، تمكننا من اعتزال ما قد يزيد من شعورنا بالحزن؟

أميل إلى تفسير لكونها آلية دفاعية ، لأن هذا حصل معي كثيرًا في الحالتين ، فلم أتعاطف مع البعض لأنني في هذه اللحظة كنت حزينة جدًا ، فكانت أمي تقول فلانة لديها ظرف سيء وهكذا ، كنت أقول لها ، كلنا مثلها ، كانت تغضب مني ، ولكن صراحًة لم تكن مني أنانية إطلاقًا ، ولكن قد أكون مجبرة على عدم إظهار التعاطف أو أتعاطف حقًا تجاه الآخرين .

أيضًا عندما كنت في العمل ، حيث تجد المدير يُلقي التهم علينا ويصفنا بأننا لم نؤدي العمل إلى أفضل وجه حسب رأيه ولكن في حقيقة الأمر ، العمل كان على أحسن حاله ، ولكن يبدو أن المشاعر السلبية سيطرت على المدير ، لِذا لم يعد يتعاطف مع موظفيه ، وهنا لا أتهمه بالأنانية ، بل سأرجعها إلى التفسير الأخير .

اعتقد إجابة السؤال الذمكور في العنوان، لكن يمكننا تغيرها على نطاق الستجابة، أي أنك لست مطالبًا بالانتحاب لكون الشخص الذي أمامك يتعرض لمشكلة ما، لكن على الأقل يمكنك أن تحترم ما يتعرض له الشخص بالطريقة التي تراها مناسبة

هل اختبرت هذا الموضوع في حياتك، سواء كنت مكان المدير أو الموظف؟

نعم اختبرته في علاقات شخصية وأصدقاء كثر، واكتشفت أنني إذ يبدو لم أكن اظهر حزني لذا فقد توقع من حولي أنني مرفهة لا اعاني هذا، في الوقت الذي كنت اتقطع فيه من داخلي.

وهل تعتقد بأن قلة التعاطف وقت شعورنا بالحزن هي أنانية من الإنسان، حيث يرى بأن حزنه أهم من حزن الآخرين؟

لو كان عن تعم بالتأكيد نعم، لكن أظننا نفعلها بدون وعي في بداية حيواتنا إلا أن ننتبه ببعض الوعي

أم يرجع التفسير لكونها آلية دفاعية من المخ، تمكننا من اعتزال ما قد يزيد من شعورنا بالحزن؟

نعم يبدو هذا تفسيرًا منطقيًا لما أراه، ولكنني اعتقد أنه قبل الوعي بالنفس وبالمحيط، وليس بعد ذلك

أشكرك على هذه المعلومات، وعلى الأطروحة المميزة، أعتقد بأن هذا يفسره مبدأ أساسي نحن نعرفه مسبقًا في علم النفس وهو أو "الإنسان أناني نفعي"، وهذه طبيعته، فالأولوية لدى الإنسان هو نفسه، ثم يأتي بعد ذلك الانشغال بغيره، فعندما يقوم الإنسان بإشهار نوع من عدم الاكتراث بآلام الغير فإنما هو يُمارس طبيعة جُبل عليها.

وفي هذا الصدد أريد أن أتعمق في جزئية أخلاقية، وهي: طالما أن الإنسان مُدرك لطبيعة تصرفه، وسيرورة الأمور معه، أليس بوسع هذا الإنسان أن يتمرد على هذه السلوكيات (الأنانية) من أجل الارتقاء في مراتب الإنسانية، أتسائل إذا كان بإمكان هذا المدير الحزين أن يبدي تعاطفًا تجاه موظفه المرهق حتى وإن كان الأمر شاقًا.

لا شك في أن الإنسان - في أعماقه - لا ينزع إلى الخلاق، ولكن ينزع إلى المنفعة، وتحقيق الذات، وإذا كنا نبحث عن أشخاص مستعدون لمقاومة طبائعهم فنحن بالتالي نبحث عن أناس ذوي قدر عالي من الفهم، والثقفة، كما أنهم يتمتعون بالحكمة والشعور المرهف والحس الأخلاقي الغني، وهم نادرون للغاية.

فكرت بهذا الأمر كثيرًا خلال الفترة السابقة التي كانت صعبة علي على جميع الأصعدة وتسائلت كثيرًا عن السبب، فكنت شخصًيا أستمع إلى هموم الناس وأحاول حل المشكلات بل وأقحم نفسي بالمشكلة لأحلها.

لكني بعد العديد من الظروف الصعبة، وجدتني أبتعد عن كل أحد يتفنن بالشكوى والتذمر ويعطيني طاقة سلبية. خاصة إن كان الأمر متكررًا جدًا والحل بيد الشخص نفسه.

أم يرجع التفسير لكونها آلية دفاعية من المخ، تمكننا من اعتزال ما قد يزيد من شعورنا بالحزن؟

وبعد تجربتي تلك أرجح أن يكون السبب هذا التفسير

ولا أعتقد أنه من السيء أن يكون المرء أنانيًا بين الحين والآخر، فنحن إذا لم نسعَ لحماية أنفسنا من الهلاك، فلن يهتم بنا أحد. وشخصيًا أعتقد أنه لا بد من الأنانية في بعض الأحيان.

هذا يعتمد على مقدار شعورنا نحن بالحزن ومدى تأثرنا به وفي المقابل مدى احتياج الطرف الآخر لنا، فمثلًا لو أن طفلي تعرض لدور برد عادي فحتمًا لن أمتلك القدرة على مجاراة صديقة في مشكلتها حول قائمة غدائها اليوم، بينما لو قصدتني أخرى تحكي عن مرض ابنها الحاد أو خلاف كبير بينها وبين زوجها فسوف أوليها قليلًا على نفسي وعلى تأثري بمرض ابني.

لا أدري ما إن كانت الصورة واضحة.