هل جربت إعطاء أشياء مجانا لغرباء و هل لديكم منصة لإعطاء الأشياء؟ في ثقافة العطاء

ما تفعله هو تكافل اجتماعي، ورغم أنه من أساسيات الإنسانية إلا أننا أصبحنا نفتده مع الأسف، الكثير من الأشخاص يتراجعون عن تقديم يد العون للأخرين خاصة مع ظروف الحياة المادية والمعاناة، في حين ان العطاء والدعم لا يكون بالمال أو بالأشياء المادية فقط!

لم أسمع من قبل بمنصات تفعل ذلك، ولكن أعتقد أن هناك مجموعات وأشخاص عبر منصات التواصل الإجتماعي يعرضون أشياء لا يحتاجونها بشكل مجاني لأشخاص محتاجين، ومنهم من يجعل أشيائهم متنقلة بين الأشخاص بشكل مجاني، على سبيل المثال تعرض فتاة فستان زفافها مثلًا وتجعله مجاني لمن لا تملك القدرة على شراء فستان زفاف، وتُسلمه لفتاة وتأخذ بطاقة ضامن لها؛ ثم بعد أن تُعيده الفتاة تُرسله لمغسلة وتنظفه وتعرضه مرة ثانية لأخرى محتاجة له، وهكذا؛ فهذا أيضًا من أنواع التكافل الذي يُدخل السرور على قلوب الأخرين.

برأيي لو كل شخص اتبع هذه الثقافة وهي بالحقيقة ليست دخيلة علينا بل من صميم تعاليم ديننا الإسلامي وحققها في محيطه لن نكون بحاجة إلى أي جمعيات أو منصات.

في الغالب لو قام الشخص بإعطاء ما يزيد عن حاجته لمن يحتاجه دون أن يفكر بالمادة برأيي سيكون هناك إكتفاء نوعا ما وربما تتوازن الأمور بالنسبة للكثير والكثير من الأسر المعدمة.

والعطاء كما ذكرت ليس فقط بالمال أو الملابس بل بمعلومة أو بمساعدة الآخرين، وعادةً اتبعها بنية الزكاة عن ما لدي من علم قليل أو صحة أو مال، وما عهدته دائما أن الوقت الذي يزداد به عطائي عن المعتاد يزداد عطاء الله لي كثيرا وبشكل ملحوظ.

كلامك مبهج جدا، وفقط أحببت أن أشكرك.

وأود أن أشير أن ثقافة العطاء لا تتوقف على المادي فحسب، فالعطاء والدعم النفسي لشخص يقصدك سواء كنت تعرفه أو لا فهذا له وزن كبير (ربما يصعب على البعض القيام به).

فقط لي رجاء: لا تقل فتاة منقبة لأن منقبة تعني مثقبة، قل منتقبة 😀

لو عرف البعض ثواب صفة الكرم والعطاء والجود ، لما كان هناك فقيرًا بيننا قط .

ولو تذكرنا قول الله تعالى (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) أو مقولة " لقمة في فم جائع ، خير من بناء ألف جامع " لجميعنا أتخذنا من الكرم قاعدة أساسية للتعامل بها في الحياة .

هل توجد منصات لإعطاء الأشياء في بلدانكم؟

لا توجد منصات ولكن هناك مبادرات فردية أو جماعية من فاعلي الخير ، يقدمون مساعدات إنسانية لمن يحتاج ، ولربما الآن إنتشرت ثقافة أن فاعل الخير يتصدق بفعل الخير ، بدون أن يعرف على نفسه أو من خلال التصوير وما شابه .

مازالت ثقافة المساعدة تأخد شكلها التقليدي في بلدين بين مبادرات فردية وحملات تتبناها جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في المناسبات الاجتماعية.

لم يسبق لي وأن رأيت أي منصة أو تجمع الكتروني مخصص لمشاركة الأشياء في بلدي، وعلى العكس مررت بعدة صفحات أجنبية تتبنى هذه الفكرة.

أتمنى أن تصلنا هذه الفكرة في أقرب فرصة وأن تطبق مع الحرص على الحفاظ على خصوصية وسرية المستفيدين من المساعدات وأن لا تستغل للترويج لأصحابها.

هل توجد منصات لإعطاء الأشياء في بلدانكم؟

منذ فترة قرأت عن تطبيق هاتف -الحقيقة أني نسيتُ اسمه- لكنه غير متاح في المنطقة العربية. هذا التطبيق وأغلب الظن أنه أمريكي يتم تحميله على هواتف القانطين في حي سكني معيّن، وكل يوم يضع أحد الجيران صورة لأشياء لم يعد بحاجتها، لينظر باقي أصحاب الحي في الصور الجديدة التي يتم تحديها بنفس طريقة تحديث الصفحة الرئيسية في فيسبوك وتظهر على شكل منشورات، ومن هو بحاجة لهذه الأغراض يترك رسالة لصاحبها ليستلمها منه.

الفكرة بسيطة ويُمكن تطبيقها وتُعزز أواصر المحبة بين الجيران في المنطقة الواحدة.

فكرة العطاء بحد ذاتها فكرة روحية سامية وجميلة. يُمكننا أن نمارس هذه الفكرة ببساطة فيما بيننا، ان نمنح الآخرين أشياء هم بحاجة إليها بدلًا من تكديسها في المنزل دون استعمال.