أثر المعاملة الوالدية على الصحة النفسية للأطفال


التعليقات

كلكم راعً ومسئول عن رعيته، فمسئولية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة قويمة نفسيئا ودينياً سيحاسب عنها الآباء وبشدة و ساذكر لك هنا قصة حقيقة سمعتها من الام نفسها أثناء تطوعى فى جمعية خيرية ،حكت لى عن ابنها ذو 36عام و مريض نفسى يجلب للام وإخوته كل يوم مصيبة ،اخبرتنى إن ابنها ولد طبيعى للغاية مثله مثل اى طفل عادى ولكن والده كان يضربه بكثرة على دماغه وهو صغير فسبب له الكثير من الأمراض النفسية والبدنية ،انظرى إلى فعل هذا الأب وما فعله بولده،ومات الاب فى النهاية ومن يتأذى به امه وإخوته!!!

بالنسبة لسؤالك الاخير فلا المجتمعات العربية للاسف حاليا لا تصلح لاى شئ فهل تصلح لتنشئة طفل بصحة نفسية سليمة!!بالطبع لا ،والدليل على ذلك انظرى لاطفال الشوارع ،وارتفاع نسب الطلاق يومياً.

آلمتني الحكاية لأن سياسة العنف موجودة بكثرة في بلادنا العربية ولا يُحمد عقباها دوماً، فالعنف إما يولد مجرماً أو متخلفاً عقلياً!

بذكرك للوقت الحالي أرجو منك الاجابة على استفساري لأحدد مقصدك : هل كانت تصلح المجتمعات العربية قديماً لتنشئة طفل مهتمة بصحته النفسية؟

قديما نعم ،نوعاً ما كانت تصلح فالظروف الاقتصادية كانت جيدة إلى حد ما ،لكن الأن لا الظروف الاقتصادية ولاغيره،فاصبح المجتمع لإيصلح لاى شئ.

العنف الأسري يا زينب نتيجة جهل بأساليب التربية الصحيحة، وكثيرا ما يكون الأباء الذين يمارسون هذا العنف قد تعرضوا أيضا للعنف وهم أطفال، وللأسف كثيرا من الأباء لا يفرقون بين أساليب العقاب وبين العنف، والحل في هذا هو أولا إطلاق مبادرات ودورات للمقبلين على الزواج وفي نفس الوقت وضع قوانين للحد من هذا العنف

نعم لقد سبق وأقترحت هذا عندما كتبت موضوع تعبير فى الثانوية لابد من وجود دورات للمقبلين على الزواج لتعريفهم أساليب الزواج الصحية وكيفية تربية الأبناء ،ولكن من سيعمل بهذا الحل!!

حل جيد جداً ولكن كما قلت من سيقوم بتطبيق هذا الحل؟ علينا التوعية بأمر التربية حتى قبل أن يُغامر الشخص بالزواج، لأنه سينشأ عنه أطفال ومن أطفال سنشأ في غد قريب مجتمع وهي حلقة تدور!

يتطلب تطبيق هذا الحل وتعميمه إمكانيات ضخمة، فمثلا يمكن أن ترعاه مؤسسات خيرية أو حتى دول، وهناك مبادرة مودة التي تم إطلاقها في مصر، وهي مجانية على الإمنرنت يمكننا البحث عنها، أنصح الجميع بمشاهدتها

إذن نحتاج إيمان فقط من شخص يمتلك إمكانيات ضخمة وعقل يُفكر أنه سيجني نتيجة لأن عملية التربية تترتتب عليها أغلب أمور المستقبل، ومنها نخرج بمجتمعات منظمة ويعرف أفرادها ماذا يريدون وإلى أين هم ذاهبون.

أشكر لك اقتراحك أ. أحمد.

أحسنتي في كل ما ذكرتي أستاذة،

أنا اعتقد أن تحدي العصر هو تربية أطفال أسوياء.

فإن الأمر أصبح شاق جدًا.

بصفتك أب أ. نبيل، أرجو منك توضيح الطريقة التي تعتمدها في تربية أطفالك وهل تؤمن بالتربية من جانب تسليط الضوء على الحالة النفسية للطفل؟

حفظ الله أبنائي، وجميع أبناء الناس.

طريقة تربية الأبناء متشعبة وكثيرة، ولكن يجمعها أمر واحد وهو الإتزان سواء في التدليل أو الحزم، أو المنع والإعطاء، أو الشدة واللين، لكل موقف ما يناسبه، لا قوالب في التربية.

وبالنسبة للحالة النفسية للطفل هي أهم ما يجب على الوالدين مراعاته؛ فهي التي ستُعطي أطفالًا أسوياء، أو تُعطي أطفال مشوّهون نفسيًا.

أعجبني استخدامك لمصطلح الاتزان وهو منطقي جداً.

ماشاءالله، لكل موقف ما يناسبه، لا قوالب في التربية

ما تصرفك تجاه إبنك الذي يكرر تصرفاته الخاطئة رغم تحذيراتك له؟

سيظل الطفل يخطأ ما دام طفلاً، وسيكرر أخطاءً كثيرة -نحن الكبار الناضجون نكرر أخطاءً ونعلم يقينًا أننا مخطئون غاية الخطأ- فمبالك بالطفل.

إن كرر الخطأ، كرر الإصلاح ولكن بطريقة مختلفة.

أعجبني طرحك، ليت الآباء جميعاً يتفهمون أن من الطبيعي أن يكرر الطفل الأخطاء مثلنا، وإنه ليس عنيداً مثلما يتصور هو ومن حوله!

إذن هنا علينا أن نربي الآباء الذين يصيحون من تكرار أبنائهم للأخطاء!

هل تشعر أن البلاد العربية مناسبة لتنشئة طفل بصحة نفسية سليمة؟

من أكثر الذكريات التي أحملها حتى الآن وقد بلغت من العمر الكثير هي الضرب الذي كنا نتلقاه في المدرسة..

لم يكن يخلو يوم من الضرب المبرح على أيدي أساتذة وأنسات قساة لا يعرفون أدنى طرق التربية.. ولماذا كل هذا الضرب؟ لنستعرض معاً الجرائم التي كنا نقوم بها ونحن أطفال في المدرسة حتى نستحق كل ذلك الأذى الجسدي:

*رن جرس الفرصة فبقينا في الصف ليجيء الأستاذ المناوب أو الموجه ومعه عصا سميكة وينهال علينا بالضرب المبرح!

*تأخرت في دورة المياه قليلاً ليجيء الموجه وينهال علينا بالضرب حيث لم يشفع لديه أنني طفل في الصف الرابع الابتدائي وكنت حينها صائماً عطشاً!

*لمجرد أنني التفت إلى زميلي وابتسمت هجم المدرّس عليّ وانهال ضرباً على وجهي وهو يرميني بأبشع الألفاظ!

والكثير الكثير من الذكريات المؤلمة حقاً.. هكذا كانت مدارسنا الابتدائية والإعدادية تمارس دورها كظلٍ للنظام الحاكم ليتم تنشئة جيل يرضى بالذل وتصعب عليه كلمة لا.

في ظل غياب الرقابة على المدارس فلا أظن أن البلاد العربية مناسبة لتنشئة أطفال أصحاء..

هل تريدين جيلاً يقضي على آمال الإسرائيليين بدولة تمتد من النيل إلى الفرات؟ أم تريدين جيلاً يثور على أنظمته ويشكل وحدة عربية إسلامية تبدد جهود دول العالم في تفرقة وتقطيع الدول العربية؟

أطمئنك بأن الجهود التي يبذلها الأبوين في تربية الأبناء تهدمها المدارس..

التعليم في الدول العربية يمكن وصفه بكل شيء إلا أنه تعليم..

للأسف كما ذكرت فالأمور التي تحدث معنا ونحن أطفالاُ تكبر معنا، اعتذر عما أصابك ولا يُمحى من ذاكرتك، هذا اسلوب موجود للآن بخفية للأسف وأسلوب منكر بالنسبة لي، كيف أضرب طفل صغيراً وأظن هكذا أنه لن يكررها، بل سيكررها وإن ليس أمامي، فمن خلفي وهكذا أزرع في نفسه الخوف والتخفي في ارتكاب الأخطاء، فبذلك الذي يتعامل بأسلوب الضرب هو لا يحل، بل يزرع شعورين يكبران حتى يصبحان هوة سحيقة تسحب الشخص من نفسه!!!!

في ظل غياب الرقابة على المدارس فلا أظن أن البلاد العربية مناسبة لتنشئة أطفال أصحاء..

نعم معك حق، فالمدرسة بدلاً من أن تكون منزلك الثاني، صارت سجناً ومكاناً للتعذيب!

تطرقت لخطوة التعليم من منطقة مؤلمة حقاً، ولكن على الوالدين أن يتابعا أبنائهم و لا يسمحون بتعكير طفلهم وتسميمه بالصمت والرضا والهوان.

لو رجعت بالزمن للماضي، هل كنت ستغير تصرفاتك مع من مد يده عليك؟

لو رجعت بالزمن للماضي، هل كنت ستغير تصرفاتك مع من مد يده عليك؟

أذكر أنني صادفت أحد أساتذة الطفولة القساة عندما صرت شاباً، نظر إليّ بابتسامة لكنني لم أعره أي اهتمام بل صرفت وجهي عنه.

كما صادفت أستاذاً آخراً في المسجد وبالصدفة كان يصلي بجانبي، لم أعره أي اهتمام رغم أن صديقاي قاما وسلما عليه.

أستاذ آخر صادفت في الميكروباص في مقعد بالخلف حيث ناولني المال لأمرره للسائق وعندما نظرت إليه رمقته بنظرة كارهة.

على الجانب الآخر أحد المدرسين الرائعين الذي لن أنساه طيلة حياتي و هو من القلة القليلة الجيدة بين الأساتذة والذي لطالما كنت الأول في مادته، صادفته وأنا عائد من الجامعة فسلمت عليه بحرارة وتبادلنا الحديث لفترة ودعوته إلى المنزل، وكم أتمنى أن ألقاه مجدداً.

هكذا هي الحياة ما تزرعه ستحصده بالتأكيد وكم من فرق كبير بين أن يخلق المدرّس حوله طائفة من المحبين له وبين أن يخلق طائفة من الكارهين له..

لا زلت أذكر الكثير من المدرسين والمدرسات الذين أثروا بشكل إيجابي في حياتي والذين لن أنسى فضلهم عليّ ما حييت.

أذكر أنني صادفت أحد أساتذة الطفولة القساة عندما صرت شاباً، نظر إليّ بابتسامة لكنني لم أعره أي اهتمام بل صرفت وجهي عنه.

ردة فعل طبيعية، مثلي أنا تذكرت أن هناك معلمة عنفتني نفسياً وبالنهاية بررت أن الأمر لمصلحتي، ليومي هذا أكره أن يأتي أحد بسيرتها لأني أحزن على ذلك اليوم التي كنت به محكومة وشخص آخر يقرر عني الصح من الخطأ ويعاقبني بهذا الأمر، رغم أنه لم يكن حاصل أي شيء ولكن يبدو أنها مزاجات المدرسين لإعادة الطلب لمواقعهم التي تعودون عليها.

فعلت ما أملاه عليك قلبك من أثر ما زرعاه بالتأكيد.

أستاذ آخر صادفت في الميكروباص في مقعد بالخلف حيث ناولني المال لأمرره للسائق وعندما نظرت إليه رمقته بنظرة كارهة.

يبدو أن تلك اللحظات القديمة تكبر معك، ولا ألومك مطلقاً لأني مثلك.

هناك من يترك أثراً جيداً يحدد تعاملنا معه عبر المستقبل، وهناك من يترك الأسى، فما يزرع الانسان في قلب الآخر هو ما سيحصده في النهاية وبكل المواقف!

كيف ترى نفسك لو كنت مدرساً؟

كيف ترى نفسك لو كنت مدرساً؟

في الواقع قمت بالتدريس قبيل تخرجي من الجامعة بنظام الساعات والذي كان الملاذ الأخير لمن يبحث عن عمل وذلك بسبب تدني مردود التدريس بهذا النظام بالإضافة إلى تقاضي الأجر بعد شهور طويلة من انتهاء العام الدراسي.

كانت أول تجربة لي في التدريس، أذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة وجلست مع المدرسين في غرفة المدرسين بانتظار أن يرن الجرس وصرنا نتعرف على بعضنا.

بمجرد أن رنّ الجرس توجه كل أستاذ وآنسة إلى خزانته الخاصة ليفتحها ويخرج منها عصا أو خرطوم أو مسطرة سميكة ثم يتوجه إلى درسه!

كان مشهداً مثيراً للدهشة بالنسبة لي بينما كان عادياً في تلك المدرسة!

ذهبت إلى الصف وبعد التعرف على الطلاب بدأت بإعطاء الدرس لأصطدم بما يصطدم به كل المعلمون في واقع البلد التعليمي..

صف فيه أكثر من 40 طالب يجلس كل ثلاثة أو أربعة طلاب على مقعد! كان الطلاب في الصف السابع الأساسي وعندما اطمأنوا بأن المدرس لا يحمل عصا بدأت المشاغبات تتصاعد..

لم يكن التحذير أو التهديد يجدي نفعاً ولا حتى طرد الطالب المشاغب خارجاً ولا إعطاء الدرس بصوت مرتفع ولا إشغال الطلاب بالوظائف ولا حتى إعطائهم مساحة ليتحدثوا بمشاكلهم فرادى..

بذلت كل الطرق التي اعتقدت أنها قد تجدي لتهدئة الطلاب دون فائدة، لا الترغيب نفع ولا الترهيب نفع.

صار درسي مميزاً بالضجيج الذي تسمعه باقي الصفوف وهذا ما أخبرني به بعض المدرسين.

منظومة التعليم فاشلة بالكامل، يظن الطالب أن المدرّس الذي لا يضرب ضعيف فيحولون الدرس إلى فترة للمشاغبة واللعب، فلا إدارة حقيقية للمدرسة ولا يبدي الأهل أدنى اهتمام بأبنائهم، حتى أن بعض الأهالي لا يدرون إلى أي صف وصل أولادهم.

فبمن سيستعين المدرس؟ الحكومة تضع كماً هائلاً من الطلاب في كل صف ولا تبني مدارس كافية، والإدارة تضرب وتقمع الطلاب بينما الأهالي غير مبالين.

العادات والتقاليد في مجتمعاتنا العربية في ظلم كبير في تربية الأطفال وتنشئتهم

فمثلاً مصطلح "" عيب البنت تعمل أو عيب البنت تطلع أو عيب البنت تتعلم"" وكل الأمور التي تحجم دور الفتاة في المجتمع تخلق من المجتمع مكاناً غير مناسب لتربية الجيل الجديد

يجب أن يقوم الأهل بتربية أطفالهم على مبدأ الاحترام المتبادل بين الجنسين وعدم التفرقة بينهم لينشأ جيل قوي ومتماسك وتقل جرائم ما تسمى بجرائم الشرف ويقل العنف المنزلي والأسري في المجتمع

نعم، تعاني البلاد العربية من خلل في تربية الأجيال، نحتاج لحل هذا الخلل، حل جذري وليس سطحي كما تقوم به المؤسسات الحالية!

هذه أمور جندرية، يتم تربية الأنثى باختلاف عن الذكر وهذا شيء خاطىء لأنه سينتج جيلاً ذكورياً متأصلاً بأفكار متعفنة كأنه حارساً للفتاة، ولكن على هذه الأفكار أن تتغير وكيف ستتغير بفكرك يا هدى إلا بتغيير التربية وترك التربية المتوارثة من الآباء والأجداد، وبأخذ العصر الذي به وكما يقول المثل لكل عصر آذانه

أنت انطلقت لمبدأ التفرقة من زاوية واحدة، ولكن هناك آباء يعاملون أطفالهم بشكل سيء بعيداً عن التفرقة، مثل أن يهددونهم أو يكبتوا رغباتهم.

أنت انطلقت يا هدى من سلم التربية إلى جيل لم يتربى سوى بطريقة قديمة ولم يعد له هناك رادع.

نحن نريد التربية منذ الصغر.

كيف ستنشئين أطفالك، هل ستكونين أماً تراعي الجانب النفسي لطفلها؟

أنا أم حاليا لثلاثة أطفال أقوم بتربيتهم بطريقة مختلفة عما تربينا عليه فمثلاً أنا لا أعنفهم عند الذنب ولكنني أحاورهم واوضح فيما أخطأوا وإن تكرر الموقف أقوم بمعاقبتهم بطريقة مناسبة للموقف وليس بالضرب أو التعنيف أو أي وسيلة أذى نفسي ولا أتبع الاساليب التي تربيت عليها وأيضاً والأهم أنني أعامل الذكر مثل الأنثى بالحقوق والواجبات ولا أسمح لأحد بالتعدي على الآخر

هذا هو تماماً ما نريده في الأجيال الجديدة، ليس محاسبتهم فقط، بل محاورتهم، الفهم منهم، النظر من زاويتهم.

ربنا يحفظهم لك أ. هدى.

سينشأ لديك جيلاً يعرف خطواته ويتحدى الصعاب، لأنه طالما الأهل مع الأبناء، فلا يخشى الأبناء شيئاً.

تحياتي لك.

البلاد العربية مشكلتها ان الغالبية العظمي من الإباء تربي أبنائها باستعمال العنف والقسوة مما ينشا طفل غير قادر على الثقة بنفسه او التعبير عن آرائه

إذن تنشأ في البلاد العربية تربية متوارثة! وهذه مشكلة كبيرة علينا مواجهتها لأان العصر اختلف والأطفال اختلفوا.

كيف برأيك كأم تستطيعين تربية ابنك عند ارتكاب الأخطاء؟

استطيع كأب تربية ابني عند ارتكاب الأخطاء

عن طريق تهيئه جو مناسب للنقاش واخبره بأن ما فعله خاطئ ومعرفه الأسباب التي أدت الى ارتكابه الخطاء ثم اخبره بالنتائج السلبية المترتبة على ذلك الفعل ليقتنع الطفل بالسبب الذي يجعل هذا الفعل خاطئ ويتجنبه مستقبلا.

ماذا عن التصرف حين تكرار الخطأ؟

لن أكذب عليكِ شيماء لم أولد فى بيئة سوية، حظيت باهتمام والدى نعم، لكنهم لم يكونوا بالوعى الكافى كى اتمتع بالتربية السوية السليمة.

فأصبحت أعانى مما يعانى منه أجيال وهو عائلة تحب وليدها ولا تعرف كيف تربيه.

وانعكس كله علىّ الآن وما ان كبرت وبدأت فى فهم نفسى بدأت فى ترميم ما تهدم وتعزيز ما نجحوا فى بنائه.

وإن أبرز ما انعكس على شخصيتى الآن هو الخوف وما زالت أحاول التخلص من ذلك وتعزيز ثقتى بنفسى.

والحمد لله أصبح لدى نظرة مختلفة للأمور ولم أعد أنظر للحياة بعيون والدى أو بمعنى آخر حاولت التخلص من وجهات النظر الخاطئة.

أما فيما يخص بيئتى فلا أجد مَن حولى يعبئون بالصحة النفسية أبداً بل يفعلون ما فعله آبائهم وأجدادهم دون تفكير مع تعديلات بسيطة كى تواكب اختلاف الزمن!

لكنى أتمنى أن أكون أنا مصدر للتغير وأعبأ.

ماذا عن بيئتك؟

هل تظنين أنه بإمكاننا الخلاص تماماً من العقد النفسية الحادثة فى الطفولة؟

عائلة تحب وليدها ولا تعرف كيف تربيه!!

هل يكون الحب هنا هو مصدر الأذى والضرر؟

ولكن الا نلتمس الأعذار لأبائنا فى تلك الحالة فهم فى النهاية أحبونا وأردوا حمايتنا ولكن بطريقة خاطئة .

لا أستطيع قول ذلك!

لكن ربما الجهل هو مصدر ذلك الضرر.

كارثة آبائنا أنهم لا يعلمون ولم يعرفوا أنهم لا يعلمون

لكننا مجبرين أن نلتمس زينب فهم كما تقولين أرادوا حمايتنا لكن من منظورهم.

لن نحمل الحب خطأ يا وينب وكما قلت نلتمس العذر لآبائنا لأنهم أرادوا حمايتنا ولم يعرفوا الطريقة الصحيحة ولذلك الطريقة الصحيحة نحن من يقع علينا واجب اتباعها في التربية.

يبدو أنك متربية تربية صريحة حتى مع نفسك وهذا شيء جيد ومثمر .

هل تشعرين أن الجيل القديم لم ينتبه لأمور مهمة في التربية، بل كانت تربية متوارثة؟

عائلة تحب وليدها ولا تعرف كيف تربيه.

رائع ما ذكرت ولكن قصدك لا تعرف طريقاً لفهمه!

يبدو أنك الآن في مرحلة تسبه مرحلتي، مرحلة تربية الذات.

أما فيما يخص بيئتى فلا أجد مَن حولى يعبئون بالصحة النفسية أبداً بل يفعلون ما فعله آبائهم وأجدادهم دون تفكير مع تعديلات بسيطة كى تواكب اختلاف الزمن!

إذن البلاد العربية تنتهج طريق تربية متوارثة دون مراعاة العصر الذي نحن به الآن!

لعلك ستكونين نعم الأم يوماً ما.

ماذا عن بيئتك؟

لقد تربية بحرية تربيتي، لأوضح لك مقصدي، لم يكن لدي توجيهات مخصصة لتنشأتي، أنا الصغيرة وآخر العنقود كما يقولون، تربيت من طريقة تربية أهلي لاخوتي وكان لدي حرية اختيار التربية، اريد هذه الطريقة وهذه وينفذ الذي بدماغي، حين كبرت الآن أوجه شكري لأبي وإخوتي تحديداً، لأني لولاهم لما خضت كل هذه الأمور وحدي، لأانهم كانوا نموذجاً أمامي، نموذج أسيراً عليه وآخر أتركه، والآن لم أعد الصغيرة، بل الكبيرة التي لديها طرق أخرى لتكون كبيرة مع الكبير وصغيرة مع الصغير وبيدها بعض الحلول في صناديق سحرية.

هل تظنين أنه بإمكاننا الخلاص تماماً من العقد النفسية الحادثة فى الطفولة؟

تشكل مرحلة الطفولة ثلث عمر الإنسان، هل برأيك نستطيع حذفها من نفس الإنسان!

ثلث عمره ليس فقط يترك أثراً، بل يعيش عليه بقية حياته.

نعم الجيل القديم لم ينتبه ونسبة كبيرة من الجيل الحالى، قلما ما أجد أم تحرص على صحة أولادها النفسية!

يا للهول لأجيال قادمة محطمة إذن إلا لو انقذت نفسها، فهناك مجال لأن يُعيد الشخص تربية نفسه.

بخلاف الاسلوب غير التوكيدي والاحتكاري الذي يُكثر فيه الفرد من الاعتذار وتقليل شأنه أمام الآخرين، وهذا ينتج عنه شعور مقارن بالخوف والتهديد الدائم

هذه النقطة شديدة الحساسية؛ فكلنا -غالبًا- ما نريد أبناءً مُطيعين إذا ما أُمروا، مُعتذرين إذا ما أخطأوا، ولكني سمعت أن مثل هذه الأمور، تُخلِّفُ لنا أبناءً بشخصيات ضعيفة، مهزوزة الثقة في نفسها، فما هو السبيل برأيكم لعمل التوازن في أن نُقيِّمَ أطفالنا ونأمرهم وننهاهم وأن يسمعوا لنا، وبين أن نترك لهم مساحتهم ونعزز وننمي من شخصياتهم؟

نعم وخصوصاً أننا في بلادنا العربية نتراوح في استعمال هذين الاسلوبين والدمج بينهما في أسلوب التربية، من وجهه نظري نستطيع الموازنة في الأمر حين نًعدل عليهم بعرض أخطائهم واتباع اسلوب المناقشة بدلاً من فرض العقاب بشكل مباشر، تربية الطفل لدي تعتمد على تعليمه الخطأ ثم اقتراح عقابه سوياً ليعرف أن لديه حرية تصحيح الخطأ مثلما أخطأ وعن اقتناع بدلاً من فرض الأمر الذي يكرهه الأطفال.

علينا ان نشارك أطفالنا بالتربية، أن نقترح عليهم، أنا نحاورهم في ما هو صحيح وخطأ والابتعاد عن فرض الآراء والأمور.

ما هو اسلوبك المتبع في التربية؟

في أي جو أسري نشأت أنت، وهل انعكست على أدائك كفرد مساهم في المجتمع؟، هل تأثرت وأنت طفلاً بموقف كبر معك؟

بالنظر إلى الخلف قليلًا وإلى طفولتي، فقد كانت البيئة التي نشأتُ بها متوازنة.

هناك ظروف تفرض على الوالدين اتّباع الأسلوب التوكيدي وأخرى نجد فيها الآباء يحتكرون الاوامر ويكون الطفل مجرد وسيلة لتنفيذها، بمعنى انه مجبر على ذلك.

والبيئة التي نشأتُ بها كانت مشابهة لذلك، خليط من الأسلوبيْن لكن بشكلٍ متوازن. وغالبًا ما كان هناك تفسير لاستخدام والداي الأسلوب الاحتكاري في توجيه الاوامر.

هل تشعر أن البلاد العربية مناسبة لتنشئة طفل بصحة نفسية سليمة؟

لا يُمكننا القول ذلك على الإطلاق. بالمثل، هل تعتبرين البيئة الغربية ملائمة لتنشئة طفل؟ فمثل هذه المصطلحات لا اجد أنه يُمكن حكرها على جنسية معيّنة، إنما يُمكن إسقاطعا بشكلٍ فريدي أكثر.

هناك عائلات أثبتت قدرتها على تنشئة أجيال رائدة في مجالها اليوم، وأخرى لم تُخرج إلى أجيال مشوّهة داخليًا.

وذلك لم يكن حصرًا على منطقة عربية أو غربية.

لكن بشكلٍ عام، يُمكنني القول ان هناك مجتمعات خريصة للغاية على الأطفال وتربيتهم وحالتهم النفسية. حتى أن الدولة تُخصص قوانين معيّنة لمراعاة تنشئة الاطفال بأفضل طريقة.

نجد ذلك متمثّلًا في الدول الاسكندنافية كفنلندا والنرويج والسويد.

وفي الدول العربية، المسؤولية فردية. بمعنى لا أجد تلك الجهود الحثيثة من الدولة للحفاظ على تنشئة صحية سليمة لهذه الفئة.

ليحفظ الله والديك سها، أود منك ذكر موقف في طفولتك دعاك لتصفينها مرحلة متوازنة

ماذا عن الاسلوب التوكيدي وحده حتى في حل المشكلات؟ ألا ينفع أن تكون الأمور محاورة وأخذ وعطاء، فالطفل سيكبر وسيقتبس الأفعال التي مُرست عليه من قبل!

لا يعني أني ذكرت بلادي العربية، فالوجه الآخر والمناطق الأخرى تكون أفضل، ولكن بالطبيعي سأسأل عن المكان الذي ننشأ غالباً به!

إذن الأمر يرتكز على العائلة وتصنيفها باتباع التربية واسلوبها.

تماماً مثلما ذكرت، فتربية الطفل يرتكز عليه أمور كثيرة منها مستقبلنا الآت ومجتمعات، فلماذا لا نخصص لزمننا الآت ونقومه بواسطة أطفالنا الذين ينشأون بيننا بدلاً من أن نُعيد تربية أجدادنا!

هل برأيك صحيح أن التربية مسؤولية فردية؟

موضوع رائع شيماء ،،تربية الأبناء موضوع يحتاج للمناقشة وموضوع يستحق الطرح وأعتقد اولاً يجب لمن يريد تنشئة أسرة وانجاب الأولاد عليه اولاً ان يكون قادر على حمل المسؤوليّة وعلى هذه الأمانة يجب أن يكون مستعدّاً نفسياً ومعنوياً وأيضاً جسدياً (احتضان الأبناء) فالطفل على الأقل يحتاج كل يوم الى الإحتضان ٧ مرات.. وكما كنت أقول أن الآباء والأمهات يجب عليهم اولاً الدخول في دورات متخصّصة لتربية الأبناء وماذا يحتاج منا أبنائنا وكيفية التعامل معهم ومع شخصيّات أبنائنا المختلفة...

فالطفل ينشأ على ما اكتسبه وتعلّمه وعلى مواقف متعدّد منها الحسنة ومنها مواقف سيّئة وهكذا وعلى هذا الأساس سوف ينشؤوا الأطفال ...

وأسفي الشّديد على آباء وأمهات لا يحسنون التصرّف مع اولادهم لعدّة اسباب (ليس لديهم الوقت الكافي للتحدّث والتشاور مع ابنائهم تراهم مشغولون وبدل أن يكون الأبناء هم الاولويّة ،لديهم اولويات أخرى ،،اشغال الاب،،أخوات الام وجيرانها..) فالطفل هنا يبدأ بالتكتّم عما يجول في عقله او عما يحدث له في حياته لانه يعرف لا يوجد احد سوف يسمعه وهذا حقاً ظلم للطفل ... والكثير المكثير ..لا تنشغلوا عن اطفالكم يجب ان يكونوا الاولوية في حياتكم ..

إن التربية تبدأ حين يختار الرجل شريكة حياته

لا أنسى هذه الجملة التي سمعتها مرة في الجامعة وترددت الأفكار داخلي بشأنها حتى تيقنت أن التربية تبدأ باختيار شريك مناسب ومؤهل لما هو آت.

هل هذه معلومة علمية أم مجرد اقتراح عاطفي منك؟ نحن لا ننكر حاجة الطفل لهذه المشاعر ولكن ليست حصرها بعدد!

لماذا نحتاج لتوجيه دوماً، لماذا لا نقرر ما يحتاج الأطفال بمشاركتهم وليس فرض حياتهم ومناقشتها في دورات؟

أعحبني ملاحظتك بأنه على الآباء الانتباه والتعامل والاقرار باختلاف شخصيات أبنائهم وهذا شيء متقدم!

من المؤسف ألا تخصص العائلة لأفرادها وقتاً، مما يتيح لهم بالبحث عن خارجها مما يترتب عليه تفكك أسري والكثير من النتائج!

أصبتَ فالأم المثقّفة والعقلانيّة والتي تطّلع على مواضيع التربية وتنشئة الأبناء سوف تربّي جيلاً سوياً ،عكس التي لا يهمها التربية تراها مشغولة دوماً ولا تنظر الى اولادها وماذا يريدون منها ومن هذه الحياة! شتّان بينهما !

لا يمكننا أيضاً حصر التربية فقط للمتعلمين؟ إذن كيف ربى آبائنا أجدادنا تربية حسنة وقيمة؟

الموضوع هو موضوع اقرار وأولوية، أن هذا الجيل الذي سينشأ على أيدينا سيكبر بالمعتقدات التي يتربى عليها وسيكون بيده القرار في المستقبل، ذلك القرار الذي سيعود على مجتمع بأكمله!

أقصد بالمثقّفة يا شيماء هي التي تُباشر بالقراءة عن مواضيع التربية المختلفة وتطّلع على كل ماهو جديد وان لم تتعلم القراءة بإمكانها ان تكتفي بالإستماع .. فالشخص الذي لم يتعلّم كثيراً ولم يأخذ شهادات ولكنّه ييقرأ مختلف الكتب ويسمع مواضيع متعدّدة هو شخصٌ مثقّف+ عندما يكون وسط مجموعةٍ من الناس وتراه يتحدّث ويتأقلم مع المتحدّثين ويعرف كيف يتكلم ..هو شخصٌ مثقّف.

وصلني مقصدك الآن، ولكن أمهاتنا لم تقرأن بهذه الأمور ولك تُثقفن حتى وقمن بالتربية بشكل جيد وعادل ليضعنا على الطريق!

للأسف يا نور نجد الكثير من المتعلمين والقراء لا يعرف كيف يتصرف مع ابنه، قد يركن الأمر على تجارب أو توفيق من رب العالمين.

ومع ذلك لا ننكر فضل المتعلمين او المثقفين بهذا الشيء ولكن علينا موازنة النظرة.

صحيحة لغوياً ومصطلح معروف عن الوالدين ومعاملاتهم وهي تساوي المعاملة الأبوية ولكن في الأبحاث المصطلح "المعاملة الوالدية أفضل" ومستخدم أكثر.

هناك علاقة بين الأم وجنينها بكل تأكيد وهناك دراسات تُثبت ذلك.

لكن لأسأئلك أنا في درامات الكورية ألا حظ أن الأسر الكورية تبالغ في الاعتناء بأطفالهم ومع ذلك أي عامل خارجي أو مشكل ينتحرون

نظرة جميلة لثقافة خارجية، نعم فحتى المبالغة تؤثر على الطفل، فقد تعدمه شخصيته أو تزيد من عنفه المكتوم أمامه!

فالمعاملة الوالدية يجب التوازن بها لا الافراط ولا المبالغة، هي الموازنة وهي مهمة شاقة على الأبوين ولكنهم سيرون النتيجة لاحقاً، سيحمون أبنائهم ويطلقون لهم العنان بنفس الوقت.

ونحن العرب أكثر المعنفين على وجه البسيطة، والدك، والدتك اخوتك العالم بأسره ومع ذلك نعيش ونضحك ولنا صحة نفسية صحية مقارنة بهم، هل الأمر راجع للدين؟

العنف لا يقتصر على شعب أو جنسية مطلقاً، وهذا ظن شائع فقط وتأقلم في بلادنا، فنفسيتنا مدمرة ولكننا أقوياء ونحاول أن نسند أنفسنا مع الله، ولكن هذا لا يعني مطلقاً أن لنا صحة نفسية وطاقة، الأمر فقط أننا نكتشف هذا الجانب مجدداً.

ألا تهتمين لصحتك النفسية أو صحة من حولك؟


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.9 ألف متابع