يقول المترجم والمحرر والروائي والكاتب ألبرتو مانغو :"القارئ المثالي مترجمٌ، إذ يمكنه أن يفتت النص إلى قطع، ويزيل جلده، ويتعمق فيه حتى النخاع، ويتبع مسار كل شريان وعرق، ومن ثم يشكل كائنا حيا جديدا".

فبلا شك باتت الترجمة تلعب دورًا هامًا بل أنها أحدثت فرقًا في التواصل بين البشر وبإقامة وتكوين علاقات مع من يختلف معنا في اللغة .

لكن السؤال الذي يروادني عندما نترجم نصوصًا تختلف تمامًا عن آراؤنا ومعتقداتنا ومبادئنا ، هنا هل يجب علينا أن ننقل الكلمات كما هي بحيث تصل إلى القاريء العربي مثلما وصلت للقاريء الغربي؟

هناك من سيختار أن يترجم النص كما هو ، فهنا قد يترجم بعض الكلمات الغير لائقة وقد تختلف مع عقيدة القاريء والبعض الأخر سيترجم النص مع إدخال بعض التعديلات التي يراها مناسبة من وجهة نظره.

وبهذا سيخون ما يُسمي بأمانة نقل النص ، لكن قد يأتي فريق يختلف عن الفريقين السابقين حيث يرفض أن يترجم النص وبهذا (يريح راسه) كما يقال.

هناك مقول للشاعر والمترجم والدكتور عبد المقصود عبد الكريم ربما أراها أنها أكثر منطقية ، حيث يقول الشاعر "يمكن للمترجم الخروج قليلا عن النص الأصلي، لكن يجب أن يكون الهدف من وراء ذلك الالتفاف على بعض الأمور التي قد يصعب على المتلقين من أبناء اللغة المترجم إليها فهمها ثقافيا أو اجتماعيا أو معنويا".

أنت ما رأيك ، في حال كُنت مترجمًا ووجدت أن هناك نصًا يخالف رأيك أو معتقداتك ، هل ستترجم النص أم ستدخل بعض التعديلات أم أنك سترفض ترجمته؟