لابد أن معظنا يستيقظ وعقله ممتد بالتفكير بما شاهده البارحة أو سمعه أو تعامل معه، فمن خلال تمسكنا بشاشة الهاتف يومياً إلى أن نسقط في النوم وكذلك التقاطنا الهاتف عندما نستيقظ نعلم أننا محكومين بمتابعة العديد من الأمور دون وعي منّا كيف يمكن أن تؤثر على بقية يومنا.

ولا ننكر أننا في الفترة الماضية التي امتحن العالم بها جائحة كورونا اجتاحت العناوين الكارثية حول الضحايا والاقتصاد المنهار وتوقف العالم عن الحركة، من ثم فقدان الشغف وظهور الأمراض النفسية، كل هذه العناوين كانت موترة جداً للجميع.

حتى وأنت في مكان عملك سترى أنك تذهب لقراءة المزيد من العناوين دون أن تعي ويقودك عنوان إلى آخر لتشعر أن عقلك أجهد وأن شيئاً ما سلب طاقتك.

وهذا لا يحدث اعتباطياً إذ شخّص العلماء أن هناك اضطراب ينجم عن إجهاد العناوين وكثرة تغطية وسائل الإعلام للأحداث حول العالم مما يجعلك تشعر بفقدان الرغبة في الانجاز وانتهاء طاقتك وثقل عقلك.

وتشير الدراسات أن الكثيرون ممن وقعوا تحت هذا التأثير شعروا بالقلق والتوتر وأن مسؤولية ما تقع على عاتقهم ومن الممكن أن ينقلوا هذا الشعور لمن حولهم ببساطة.

وهذا ما يصدق عليه كتاب الماجريات إذ يقول كاتبه "ولا شيء أكثر حزنًا من أن يتوهم الماجرياتي أنه في قلب عملية التغيير وفقه الواقع وهو مجرد مراقب ومتفرج لا غير".

-كلمة الماجريات تأتي من "ما جرى" من وقائع وأحداث و"الشخص الماجرياتي" هو الشخص الذي ينهمك في متابعة وقراءة العناوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم التعليق عليها ومشاركتها مع الأصدقاء والبقاء على هذا الحال طوال أيامه.

هل يحدث معك هذا وإلى أي مدى يؤثر في انتاجيتك وطاقتك اليومية وإن حدث معك كيف تعيد التوازن إلى يومك؟