كيف يمكن الموازنة بين تحقيق المشاهدات والحفاظ على جودة المحتوى؟

أود أولًا أن أوضح أن لكل محتوى جمهوره، حتى وإن كان المحتوى رديء بوجهة نظرك قد يجده العض الآخر جيدًا، الفكرة تقوم على أن يختار صانع المحتوى الفئة التي يرغب بتوجيه الحتوى لها، هل هم أطفال؟ وإن كانوا أطفال ما هو مستواهم التعليمي؟ وما هي خلفيتهم الاجتماعية؟ فعند تحديد الفئة المستهدفة سيتمكن صانع المحتوى من وضع محتوى مناسب للفئة التي اختارها فإن شاهد ذلك المحتوى شاب في عمر 20 من خلفية اجتماعية واعية محتمل جدًّا أن يرفض هذا المحتوى

برأيي الموازنة بين السعي للمشاهدات والحفاظ على جودة المحتوى تشبه محاولة طبخ أكلة ترضي الجميع بنكهات مميزة! كثيرون يركزون على التوابل السريعة: العناوين المثيرة والمحتوى السطحي، لكن الطعم يزول بسرعة، أما أنا فأؤمن أن الوصفة الناجحة هي التي تمزج بين الإبداع والفائدة، بين المتعة والمعنى.

صحيح أن الانتشار قد لا يكون سريعاً كالبرق، لكن عندما يتحقق يترك أثرًا لا يُنسى، وليس مجرد أرقام، والحل في رأيي يكمن في تقديم محتوى قوي من حيث الفكرة والمضمون مع صياغة مرنة وجذابة، ولمسة بصرية أو أسلوب عرض يشد الانتباه من اللحظة الأولى وبهذه الطريقة نكسب القلب والعقل معًا.

يمكن تحقيق التوازن بين تحقيق أعلى المشاهدات والحفاظ على جودة المحتوى من خلال استثمار التوجهات الرائجة (التريندات) بأسلوب أصيل يعبّر عن هوية القناة ورسالتها. أي أن لا يكون التريند غاية في ذاته، بل وسيلة لتقديم محتوى ذي قيمة، يضيف للمشاهد شيئا جديدًا حتى وإن كان الموضوع متكررا.

الجمهور أصبح أكثر وعيا، ويستطيع التمييز بين المحتوى السطحي والمحتوى المدروس. ومن يسعى لبناء جمهور مستدام ووفيّ، عليه أن يوازن بين الجاذبية والعمق، لأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بمدى تأثير المحتوى واستمراريته.

أعتقد أن الفكرة تكمن في تحديد استراتيجية محتوى ذكية تقوم بالتركيز على القيمة المضافة. بدلاً من مجرد ملاحقة التريندات، يمكن لصانع المحتوى أن يقدم رؤيته الفريدة أو تحليلاً مختلفاً للتريندات الرائجة، مما يضيف قيمة لمحتواه ويجعله مميزاً. كما أن الاستثمار في بناء قاعدة جماهيرية وفية من خلال تقديم محتوى أصيل ومفيد باستمرار، حتى لو كانت مشاهداته الأولية أقل، سيضمن ولاء المتابعين على المدى الطويل. يمكن أيضاً تخصيص جزء من المحتوى لمواكبة التريندات بذكاء، وجزء آخر للمحتوى العميق والفريد الذي يمثل "بصمة" القناة. في النهاية، الجودة هي التي تضمن الاستمرارية والثقة، بينما السعي الأعمى وراء المشاهدات دون محتوى هادف قد يحقق نجاحاً لحظياً لكنه غالباً ما يتلاشى سريعاً.

في رأيكم كيف يمكن الموازنة بين السعي لتحقيق أعلى المشاهدات والحفاظ على جودة المحتوى بنفس الوقت؟

لماذا تسألين هذا السؤال ؟؟؟؟؟! وكأن المنصات اليوم تقدّر المحتوى، أو تكترث بالجودة أصلًا .....

يا عزيزتي، نحن لا نعيش زمن الإبداع… بل زمن الاستعراض. زمنٌ يكافئ من تتصنّع الدهشة، وتُكثر من الصراخ، وتُكرر الترهات، أما من تُفكّر، أو تُبدع، أو تحترم عقل المتلقّي؟ فمصيرها التهميش… وربما النسيان.

أتريدين مشاهدات؟؟؟؟؟!!!

سهلة طبّقي تريندًا فارغًا، أضيفي عنوانًا مثيرًا كاذبًا، واختتمي بضحكة عالية أو حوار سطحي…وستحصلين على أرقام خرافية من متابعين لا يملكون أدنى ولاء، ولا حتى انتباهًا.

أتريدين جودة؟؟؟ اِجهدي، وافرغي قلبك وفكرك، واصقلي كل دقيقة في الفيديو… ثم استعدّي أن تشاهديه وحدك، مع واحدة من صديقاتك بدافع المجاملة.......

المعادلة قاسية… و"الموازنة" كذبه رومانسية في عالمٍ تحكمه الخوارزميات لا القيم، والفضول لا الفهم.

لكن إن كنتِ تطمحين لصناعة أثر حقيقي، فاعلمي

أن القيمة لا تُقاس بعدد النقرات، بل بعدد العقول التي تُوقَظ، والنفوس التي تُحرّك.

وأن الصبر في طريق الجودة ليس ضعفًا، بل شجاعة… في زمنٍ اختار الجميع الطريق الأسهل السطح، لا العمق.

أري أن يمكن لصانع المحتوى أن يوازن بين المشاهدات والجودة إذا تعامل مع المحتوى الرائج كوسيلة لا كغاية. بدلاً من نسخ ما هو شائع، يمكن استثماره ليكون بوابة لعرض محتوى قيّم يحمل وجهة نظر مختلفة أو معلومة جديدة. على سبيل المثال: لو كان هناك تريند عن فيلم أو موضوع اجتماعي، بدل ما يُعاد تقديمه بشكل سطحي، يمكن استخدامه كنقطة انطلاق لتحليل أعمق، أو ربطه بتجربة شخصية أو درس مفيد. الجمهور قد ينجذب للعنوان أو الصورة المصغرة، لكن ما يجعله يبقى ويعود هو الشعور بأن وقته لم يُهدر.