تُظهر البيانات الجديدة أن الخوارزميات الرقمية لم تعد تعطي أهمية للمحتوى الطويل أو القصير، ولا لعدد المتابعين ونوعيتهم، بل أصبح الاهتمام الآن منصباً على تفاعل الجمهور وجودة المحتوى، وهذا التحول يجب أن يغير عدة مفاهيم للذين لا يزالون متمسكين بالطرق القديمة في إنتاج وتسويق المحتوى، فكيف يمكن لمنشئي المحتوى أن يتكيفوا مع تغير اهتمام خوارزميات محركات البحث لتحسين جودة المحتوى وتحقيق التفاعل والانتشار؟ وماهي معايير الجودة في رأيكم؟

وقد كثر الجدال حول ضرورة توخي الجودة دائما في المحتوى العربي ليستطيع المنافسة على الساحة الرقمية، وفي هذا السياق، يجب النظر في إنشاء محتوى جديد وعدم تكرار المحتوى المتداول، لأن المحتوى الأصيل يكون دائماً جاذباً للاهتمام، ويمكنه جعل العلامة التجارية أو الموقع أو المدونة الشخصية ذات طابع مميز عن الآخرين، وهذا يستدعي التميز في تقديم المحتوى.

كما يجب الاعتماد على الخبرات والمهارات الشخصية بدلاً من مجرد محاولة لمواكبة الاتجاهات المنبثقة على الساحة، لأنه يجب فهم الجمهور جيداً وتقديم محتوى يلبي احتياجاتهم ويعكس الهوية الشخصية أو العلامة التجارية، فلذلك من المهم استخدم المهارات المميزة لصناعة محتوى مميز.

ولابد أن نشير إلى أهمية البحث الجيد وتوخي المصداقية دائما عند انتاج المحتوى، والانتباه إلى ضرورة الحفاظ على ثقة الجمهور بالتأكد من المعلومات جيدا قبل النشر.

كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى قد يجذب الجمهور عند نشره، لكنه يفتقر إلى القيمة الحقيقية التي تأتي من الخبرة البشرية والأصالة، والتي لا يمكن استبدالها في المحتوى لأنها الحافز الأكبر للجمهور على التفاعل والاستجابة.