لا شك أن خطوة صياغة عنوان الكتاب هي الأصعب على الإطلاق، خصوصًا في ظل وجود فئة كبيرة من القراء الذين يؤمنون بمقولة "الكتاب يُقرأ من عنوانه"، اي من خلاله يتمكن القارئ من معرفة طبيعة النص، نوعه ومجاله، ومع ذلك قد نجد بعض العناوين لا تعكس مضمون الكتاب بالكامل، وإنما يكون الهدف منها تسويقي لجذب انتباه القارئ لاقتناء الكتاب.

والأكيد أن أي مؤلف قد يقف لفترة طويلة ربما لأيام وأحيانا لشهور قبل اختيار عنوان كتابه، حتى ولو كان قد ألّف كتبا قبل ذلك، ولكن الأكيد العنوان لابد له أن يتغير ويتبدل خلال رحلته الأدبية.

ومن خلال البحث العلمي الذي أجراه الباحث في علوم التحليل النفسي كيفن توملينسون بعنوان "سيكولوجية العناوين: عقلية المؤلف وعناوين كتبه" أوضح بأن اختيار العنوان المثالي لعمل ما هو أكثر من مجرد العثور على كلمات جيدة كما يعتقد البعض وإنما  لابد أن تثير تلك الكلمات ما في نفس الناظر إلى غلاف الكتاب ومركزه، وأنها وجدت لتختصر، كما أن: "العنوان هو أول لقاء نفسي بين الكاتب وقارئه".

لذلك أهم ما يجب مراعاته في صياغة عنوان الكتاب هو أن يعكس بشكل دقيق مضمون الكتاب وموضوعه، وفي نفس الوقت يكون جذَّابًا ليستطيع القارئ الشعور بالتشويق والحماس لاقتناء الكتاب.

ولكي يكون هذا الكتاب فعلاً مميزاً وجذاباً للقراء، فمن الضروري أن يرتكز على معايير محددة من بينها:

  • تحديد فئة القراء المستهدفة وتوجيه العنوان لهم بشكل مباشر.
  • استخدام كلمات جذابة ومثيرة للاهتمام في العنوان.
  • الحرص على عدم تضليل القراء من خلال العنوان وضمان أن يعكس المضمون الفعلي للكتاب.
  • الابتعاد عن العناوين التقليدية والمألوفة وتحديد عنوان جديد ومبتكر يميز الكتاب عن غيره.
  • الاعتماد على الأفكار الرئيسية للكتاب وتعزيزها في العنوان بشكل واضح وجذاب.
  • يمكن استخدام بعض الأساليب الإبداعية في صياغة العنوان، مثل استخدام اللغة الشاعرية والتشبيهية وذلك لجذب انتباه القراء بشكل أكبر وتحفيزهم للاقتناء الكتاب.

إذا كنت تؤمن مثلي بأن عنوان الكتاب يعد فرصة للكاتب في انجاح كتابه وانتشاره بين جمهور القراء، وكنت ستكتب كتابًا ما، فماذا ستسميه ؟ وعلى أي أساس اخترت هذه التسمية؟