مر يومان على موتي ، ذرفت الدمع كثيرا وانا ادفن نفسي بين التراب ، بكيت كما لم ابك قط ،ولولت و انتحبت كالثكلى فقدت صغيرها وهي لا تستطيع حضنه ، اطلقت السراح العويل والانين و النشيج ، بكيت و بكت معي طفلة الخمس سنوات و تسع سنوات و ستة عشر سنة ،

اجتمعنا ل نبكي و نرثي انفسنا

كنت اما و لم اعد ، كنت ابنة ولم اعد ، بقي الملاك بين تراب و الحجر و بقيت انا فوقه ، بكيت طيلة ساعات ونمت وانا ابكي ،استيقظت صباحا ولم ابك ، تناولت الكعك و الحليب وانا مبتسمة ،

لم يعد يوجد ملاك او ام او ابنة ، انا فقط ، هنا عالقة بين الارض و بين السماء ، ترميني السماء بالاحجار ولهب كاني شيطان رافضة دخولها ، و تسقطني الارض تحت ترابها مانعة عني النفس ، انا هنا بعد الان ، عالقة ما بين السماء والارض لا اهل السماء يستقبلنني ولا اهل الارض يرحبون بي ، هنا وحيدة دون اهل و دون كتف ، مهجورة منعزلة ، لا ادري متى قررت ان اصبح اما لنفسي ، لا ادري متى تبنيتني ، هل عندما رفضني اهل السماء و الارض ؟ ام عند موتي للمرة اولى ؟ لم اعد احصي كم مرة دفنت نفسي و لكنني اعلم ان الملائكة سئموا من اخذ روحي كل مرة ، سئموا من سؤالي ، سئموا من التفكير باي عالم يجب ان ادخل ، هل الجنة ام النار ،ثم قرروا ان لا يدخلونني تركوني هنا ، رفضوني و عذبوني ، اما الارض فهي ثكلى تاخذ بانتقام صغارها، في كل مرات مت فيها كنت ادفن نفسي و ابنائها ، هاهي تحول حياتي الى

جحيم دون شفقة ،انا هنا بعد الان ،انا فقط .