أحيانا قد نستغرب عندما نجد بعض العلامات التجارية الرائدة تصرف أموالا طائلة من أجل إنجازها لفيلم قصير لترويج لمنتجاتها أو خدماتها في المقابل كان بإمكانها عرض رسم بياني على موقعها الإلكتروني تُظهِر فيه بعض من الأرباح أو ردود فعل جمهورها على المنتج، أليس ذلك كافيا ومقنعا أكثر؟ وبين السرد القصصي واعتماد على البيانات فقط، من الأفضل؟

قد نجد كبار العلامات التجارية تسوق لمنتجاتها وخدماتها المختلفة عن طريق استخدام أسلوب القصة، مثل شركة Airbnb و شركة أوريو والقائمة طويلة، شركة دوف المتخصصة في مواد التجميل، أنتجت فيلما، قد يبدو الأمر غريبا حقا مع علاقتها بصناعة الأفلام إذا كان هدفها الأول والأخير هو بيع منتجها، دوف اكتشفت أنه عبر السرد القصصي يمكن أن تؤثر في جمهورها وقد يتحكم ذلك باتخاذ قرارهم لشراء، انطلاقا مما أثبته العلم في هذا الشأن بأن أغلبية الأفراد يتخذون قراراتهم انطلاقا من عواطفهم، ما يعني أننا نشتري بالعاطفة وبعدها نبرر ما قمنا به بعقولنا، حقق هذا الفيلم "الجمال الحقيقي " نسبة 114 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، الغاية منه هو بإعلام النساء بأنهم أجمل مما يعتقدن من تصورات.

لنفترض انه وقع عليك الاختيار، كيف؟ حصلت على مشروع لكتابة التسويقية لخدمات شركة رائدة في السوق، تحمست في البداية ولكن بعدها وقعت في حيرة بين خيارين، هل سوف تنتهج أسلوب القصة في الكتابة أو ستكتفي بالتعبير عن خدماتها بناءا على بيانات وانجازاتها بشكل مباشر تخاطب فيها العملاء؟ أي الخيارين ستسلك؟ الوقت يمر عليك، ولا مجال للانتظار والتفكير، امسك قلمك وابدأ الأن.

تمهل سأكون متعاونة معك قليلا، دعني اساعدك قليلا، قد راودتني فكرة المثل القائل "خير الأمور أوسطها"، نعم اعلم بانه امامنا خيارين اما ذاك أو الأخر، ولكن لما لا نقوم بدمجها معا حتى نحصل على " قصة مبنية على البيانات"، بالرغم من أن ما فكرت فيه محض الصدفة، لكن إذا بحثت قليلا ستجد أنه بالفعل محل حديث للعديد من الدراسات، وفقًا للمحلل النفسيّة الإجتماعية بجامعة ستانفورد جينيفر آكر تفيد بأن دمج القصص بالبيانات له تأثير أكبر على الجمهور على المستويين العقلي والعاطفي من ناحية تذكّر الرسائل وأكثر إقناعًا من الناحية العاطفية، امسك قلمك ماذا تنتظر لبدأ المشروع، جينيفر آكر ألم تقنعك بعد؟

ما رأيك فيما ذكرته؟ أخبرنا أيهما أفضل لتسويق للعلامة التجارية أسلوب السرد القصصي أم الاكتفاء بعرض البيانات والحقائق؟