أثناء تصفحي لعدد من القصص التسويقية للعلامات التجارية التي اعتمدت على أسلوب السرد، خطر في بالي سؤالا، هل السرد القصصي للعلامات التجارية لابد تتوفر فيه بعض من المعايير المهمة أثناء الكتابة من أجل تحقيق تسويقٍ ناجحٍ لمنتجاتها أو خدماتها، أم أن أي نجاح قد حققته أو تطمح للوصول اليه يمكن أن تحوله الى قصة سردية ناجحة يلتف حولها الجمهور المستهدف ويتأثر بها.

وزادت حيرتي أكثر، عندما بدأت أفكر في معدل الحجم المثالي للكلمات التي لابد أن تحتويه القصة التسويقية، تذكرت آرنست همنغواي المشاكس عندما كتب قصة من ست كلمات، وليس هذا فقط، بل هذه القصة قد اعتبرها أفضل أعماله على الإطلاق، افتح حدقة عينك جيدا لتقرأ أقصر قصة على وجه هذه المعمورة دون حتى أن ترف عينك لوهلة، تقول القصة القصيرة: «للبيع: حذاء طفل، لم يرتدِه أحد»، قد يبدو الأمر غريبا حقا، ولكن مع آرنست كل شيء يبدو عاديا، بالله عليكم ماذا تتوقعون من رجل يمارس عادة الكتابة وهو واقفا مرتديا حذاء أكبر من مقاسه، لننتقل لما هو أهم الآن، عندما تبحثون عن ماهية القصة القصيرة ستجدون أنها ببساطة، قصة تصل إلى هدفها دون إهدار للكلمات، ولكن أين تندرج القصة التسويقية هل ضمن القصة الطويلة أو القصة القصيرة؟ أم العلامة التجارية حرة في الاختيار.

ليأتي الكاتب السوري زكريا تامر يلوح بيديه بعد أن بدأ حياته حدادا في معمل ثم خرج منه كاتبا للقصص القصيرة، والله يشهد أنني معجبة كثيرا بخواطره الهجائية الساخرة، يقول لنا أن القصة هي مختصر ما حدث، فهل هذا يصلح أيضا مع القصة التسويقية؟، اعلم وتعرفون ذلك ايضا بأن هناك من العلامات التجارية التي تتفنن في سرد قصصها التسويقية الخيالية، لا تمت صلة بالواقع ولكن مغزى القصة يوحي بأنه إذا اشتريت منتجها حينها سوف تعيش تفاصيل القصة المعروضة أمامك.

ولهذا الموضوع الشيق بقية عبر ما تضيفونه انتم بوجهات نظركم، قد نجد أن الكثيرين من كتبوا عن موضوع القصة، ولكن كل منهم عبر عنها من وجهة نظره التي قد نختلف حولها، من وجهة نظرك أنت باعتبارك كاتب تسويقي معتمد لعلامة تجارية ما كيف تنظر للقصة التسويقية، وما المعايير التي لابد أن تتوفر فيها؟