مرحباً يا رفاق !

كم اشتقت للكتابة في حسوب من جديد، وأرجو أن تكونو قد اشتقتم للقراءة لي في المقابل .

الكتابة ؟ لم أتخلّ عنها بالطبع .. إنني أكتب في كل مكان وبشتى الطرق الممكنة، وفي أشد الفترات الحرجة في حياتي أجدني أهرع إلى دفتر الملاحظات .. إلى الجُمل والكلمات المتشابكة، التي تعبر عني تماماً .. حتى أدركت أن الكتابة دائماً ما تكون واحدة من أنفع محاولاتي للتعافي بعد العودة إلى الله بكل تأكيد .. ماذا عنك .. كيف تتعافى ؟

في اللحظات التي لا أقوى فيها على فعل أي شيء، أكون أكثر قدرة على تركيب الجمل والكلمات.. تشعرني الكتابة بالحيرة حول طبيعتها، فهي تبدو سهلة ويسيرة إلى الحد الذي يمكّنني من اللجوء إليها في أي وقت، وكثيفة ومعقدة إلى الحد الذي أطارد فيه الحرف وأفلتره .

قرأت كثيراً عن العلاج بالرسم ومدى نجاحه في مساعدة مرضى الإكتئاب على التعافي وتخطي اضطراباتهم، وتوصلت إلى قناعة أن الكتابة قد تكون الوسيلة الأفضل لإنتشال ذلك الكائن البسيط الغارق في فوضى أفكاره.. ومنذ لحظات أنهيت قراءة مقال عن دور الكتابة في التعافي النفسي، حيث تقول المعالجة النفسية المختصة بشؤون الزواج والعائلة اليزابيث سوليفان (Elizabeth Sullivan)، أن الكتابة قد تكون علاج نافع للجميع، لأنها تساعدنا على مراقبة أفكارنا ومشاعرنا، و تضيف أن معظمنا لا يفكر بجمل كاملة، بل تكون أفكارنا مقطعة انطباعية متداخلة، والكتابة تساعدنا على احتواء كل تلك الأفكار والمشاعر المتغيرة حتى نصل إلى رؤية أكثر وضوحاً لها .

"الكتابة هي الحديث إلى وعي آخر .. القارئ، أو جزء آخر من الذات"

ثم زودتنا سوليفان بثلاث طرق كتابية يمكن تبنيها وهي : الكتابة الحرة، الكتابة الشعرية، أو كتابة الرسائل .

الكتابة الحرة غاية في البساطة، أن تكتب يومياتك مثلاً .. أن تحكي موقفاً أثار غضبك .. أن تسطر مشاعرك تجاه شيءٍ ما رأيته، أما عن الكتابة الشعرية فهي أكثر عمقاً وأعمق تأثيراً، تتيح لك التوغل في دواخلك واستحضار العنصر النقي من تحت الأنقاض، أما عن كتابة الرسائل فهي تساعدك على فهم مشاعرك تجاه الأشخاص من حولك، يمكنك ممارستها عبر نشاط بسيط و هو محاولة كتابة رسالة تخاطب فيها شخصاً ما دون أن ينتهي الأمر بإرسالها .

ماذا عن كتابة الرسائل للأشخاص.. بالنسبة لي ؟

أتجنب هذا النوع من الكتابات عادةً .. أو ابتعد عنه وانسحب منه، أشعر وكأن المشاعر المتعلقة بشخص بعينه تظل بالغة التعقيد رغم بساطتها، أعتى من استطاعتي بأن أخطها على ورقة، أضخم من أن أستطيع اختصارها في قالب كتابي بسيط، أكبر من مجرد كلمة نطلقها باندفاع مصرحين فيها بما نظنه انطباعنا المتكامل حول شخص ما .. ماذا عنكم، هل توافقونني فيما قلت ؟

وفي الختام، أكتبوا يا رفاق وعبروا .. فالكتابة لنا جميعاً .. لنساعد أنفسنا .

المساحة لكم الآن !