قبل يومين، جلسنا نشرب الشاي، وأريتُ أمِّي مقالًا كتبته عن التوقعّات والدراسة، فقرأته وبعد فترة وجيزة قالت: لم أفهم كثيرًا، لماذا تُعذِّب الناس؟ ألا تستطيع أن تختصر؟

أمي تعرفني، وتعرف أنِّي أكتب كتابات جيّدة، ولم تشك في قدراتي يومًا. لكنّها ذلك اليوم فتحت نظري على نقطة مهمّة: أحتاج أن أكون أبسط، لا أريد لكتاباتي أن تكون مفهومة لدى روّاد حسوب I/O فقط، أريد أن يقرأها الطفل والشيخ، الأم والزوجة، من دون أن يشعروا بالملل.

لا أستطيع تبسيط لغتي أكثر، أنا أؤمن أنَّ الحُلّة اللغوية هي ما تضفي اقناعًا على ما نكتب، وهي التي تجعل المنشورات تتمتّع بهالة من المقبولية، وأرى أن الكاتب يجب أن يرفع مستوى الناس لا أن ينزل إليهم. لكنّي أستطيع تحوير بعض التفاصيل في مقالاتي، لتنسجم مع هذا الغرض.

لا أحد قادم لينقذنا نحن الكتّاب، في عصر تيك توك ويوتيوب، أصبح المحتوى المرئي هو الأشيع، هو الذي يجذب الفئة الأكبر من الناس. نحتاج أن ننقذ أنفسنا بأنفسنا، نحتاج أن نفكّر بطرق تُبقي الناس منجذبين إلينا.

لهذا، أقدّم لكم اليوم طريقتي الجديدة في التدوين: تدوينات تتخللها الصور المرسومة!

أنا رسّام فاشل، الرسم ببساطة ليس لي، لكن أحبّ الشخبطات، أنا آتي من خلفية شغوفة بتدريس الطلاب، والتدريس يحتاج إلى كثير من الرسوم التبسيطية (1)

الصورة بألف كلمة، لكن من أين لنا بصور مخصّصة لما يجري في عقولنا؟ أفضل طريقة أن نرسمها بأنفسنا. ورقة عادية أو الكترونية، تستطيع الرسم بأي طريقة. بالنسبة لي أرسم على الأيباد، وعندي على الحاسوب قلم الكتروني (2)

عندما تضع الرسومات التوضيحية، أنت تُعطي فرصة للقارئ لأن يركّز على أهم النقاط في تدوينتك، إذا فهمها من الصور سيحبّ أن يقرأ، وإن لم يقرأ فعلى الأقل أفدناه بمعلومة بجهد قليل!

قلتُ لكم أنّي رسام فاشل، وهذه الصور إنما هي "صور مرسوم عليها" كما كنا نفعل عندما كنا صغارًا، لهذا المقال استخدمتُ عشر صور مختلفة جمعتها من جوجل، لكن الممتع في الأمر أني أستطيع تخصيص كل تفصيلة أريدها كأنِّي مخرج أفلام!

طبعًا ليس هناك داع لاستخدام الطريقة في كل مقال نكتبه، لكن بعض المقالات التي تحتوي على أفكار معقّدة تحتاج إلى هضم، فهذه الرسومات هي خير معين!