«الموضوعية» .. حينما ترى الأشياء على ما هي عليها، ومن ثم تصدر أحكامك حول الواقع منزهة عن الرغبة حيث تستند الحقائق إلى العقل وحده دون النفس. والكتابة يشكل عام تنقسم إلى نوعين: فإما أن تكون «موضوعية»أو «ذاتية»، فحينما تبرز شخصية الكاتب وتجاربة ومعتقداته الخاصة في كتاباته، وعندما يقوم باستخدام ضمير المتكلم والاتفعالات الخاصة فهنا تكمن الكتابة الذاتية، أما عندما يسمي الكاتب الأشياء بمسمياتها الأصلية، ويعتمد على تقديم الحقائق البحتة والتسلسل المنطقي والبراهين، فهنا تكون الكتابة موضوعية.

وهناك الكثير من الكُتاب الذين أجمعوا على تجنب الموضوعية في الكتابة؛ ومنهم الكاتبة «جانيت مالكوم» صاحبة المقولة الشهيرة: «الكتابة لا يمكن أن تتم أبدًا في حالة عدم الرغبة»، أي عندما لا يحاول الكاتب التعبير عن نفسه واقناع القارئ بفكرة ما. ولكن مع استمرار تبعيات الأخبار الكاذبة وانتشارها بشكل مهول، فلا يسع المرء إلا أن يقاوم تلك المجادلات، ويؤكد أن الامر أصبح أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى بالنسبة للكُتاب في دعم معايير الموضوعية والتشجيع على الخطاب العقلاني خاصة حينما يتعلق الامر بكتابة المقالات ونقل الأخبار.

وقد قرأتً مقولة أعجبتني حول هذا الموضوع: «هناك فرق بين "فن" الكتابة و "حرفة" الكتابة. الفن ذاتي، وجماله يكمن في عيون الناظر، ولكن الحرفة موضوعية. وهناك طريقة صحيحة وطريقة خاطئة للصياغة ضمن هذه الحرفة.»

فما رأيك أنت عزيزي القارئ، هل يمكن فعلًا أن يضع الكُتاب تحيزاتهم ومعتقداتهم جانبًا ويكتبوا بموضوعية؟ وهل تؤيد هذا الأمر؟