الإنترنت بيئة تفتقر لقيود المجتمع الحقيقي والعناصر الهيكلية الأساسية التي تشترك بها الثقافات

والسؤال هو: هل هناك أيضا تلك العناصر المشتركة على شبكة الإنترنت، كـ القيم والمعايير والرموز واللغة والمعرفة؟

أي مجتمع يتمتع بضوابط تحكمه، سواء دينية أو اجتماعية أو إنسانية، ولكن الأنترنت ليس مجتمع بل هو منصة وهناك فرق، المجتمع يحتاج أن تكون هناك شكرة عينية ومحسوسة بين أفراده، هذا بالنسبة للمجتمعات البشرية.

أما المجتمعات الإلكترونية فهي تعتمد على تشارك الأفكار والصور والأحاديث، وهذا بالطبع لي كافٍ لبناء مجتمع بببساطة لأن الجميع قادر على التخفي خلف الهاتف والإنترنت.

بالنسبة للمجتمع الإلكتروني بالطبع هناك معايير ولكنها مطاطة وليست أساسية، يمكنك أن تدخل مجموعة دينية تحرم أي كلام عن الجنس، ويمكنك أن تدخل مجموعة عن الثقافة الجنسية تمنع أي كلام عن الدين. في كلا الحالتين هناك معايير ولكنها تعتمد على نوعية الجروب التي تحدده، لذلك هي معايير ومقاييس مطاطة ولا يمكن محاسبة أي شخص فيها.

حتى الانترنت يعتبر بمثابة مجتمعات ينضم لكلّ مجتمع من يجد في نفسه ميولاً لقيود ذلك المجتمع.

لكلّ مجتمع إلكتروني معاييره الخاصة، حتى لو كان منفتحاً دون قيود (ظاهرياً).

بفارق أن الحياة الواقعة أو كما سميتها في مقالك (البيئة التناظرية) نكون فيها مقيدين كوننا نتعامل مع أشخاص نعرفهم ويعرفوننا فتحدد تصرفاتنا معايير قد لا يكون وضعها المجتمع بقدر ما نكون قد وضعناها نحن لنلتزم بصورتنا أمام المجتمع، في حين أن بيئة المجتمعات في الانترنت لا ترتكز على شخصيتك الحقيقية التي تواجه الناس بها، وإنما على تلك الأجزاء فينا التي تجاهر بما نحاول في الحياة الواقعية أخفاؤه.

حتى على الانترنت حين نبدأ بالانتشار وتوسع نطاق المعارف بيننا وبين الآخرين (ولو بدا بأنهم يعيشون على كوكب آخر) فإننا حين نتوسع نضع لأنفسنا معايير لتكون صورتنا أبهى وأجمل، وإن لم يضعها المجتمع الإلكتروني الذي نتشارك فيه.

الإنترنت بيئة تفتقر لقيود المجتمع الحقيقي

ظننت انها ميزة، وكان من وجهة نظري ان تكون العبارة كالاتي: الانترنت يمتاز بخلوه من قيود المجتمع الحقيقي، ولذلك نرى فيه الأشخاص كلهم بأوصافهم وصفاتهم الحقيقية، يصرحون لأصدقائهم عبر صفحتهم بما لا يصرحون به لاصدقائهم الواقعيين، ويكتبون في تعليقاتهم ارائهم الحقيقية التي يخافون من نشرها في مجتمعهم الحقيقي.

اتفق معك ان هذا الامر كما اظهر بعض الجوانب الحسنة والإبداعية عند البعض، اظهر كذلك مع الاسف الشديد ، وجوه قبيحة منعدمة من الضمير والاخلاق يرتكبون أفعال مشينة وهم متخيلين أنهم في حماية اسم زائف او حساب مجهول، ولكن ميزة هذا الامر ايضا انها الحقيقة. فنعرفهم على حقيقتهم بدل ان ننخدع فيهم.

هل تجدين يا أميرة أن قيود المجتمع الحقيقي ميزة عندما نفتقدها في الانترنت نعتبر اننا افتقرنا إليها؟

أم تفضلين الوجوه والأراء والثقافات الحقيقية؟