تُصنف كتابة المحتوى ضمن المهارات الإبداعية التي تجمع بين توليد للأفكار الإبداعية والمرونة في التناول، وكون المجال العمل الحر هو الأخر يتطلب العمل على تنمية المهارات بإستمرار والخاطر الواسع في التعامل مع العميل، لذا تركيبة الأفراد قد تختلف وليس الكل لديه القابلية التامة لدخول هذا المجال. ومن خلال المساهمة التي نشرها الزميل يوسف بعنوان "هل أنت راضي عن أداء كاتبي المحتوى في وطننا العربي اليوم؟"
رابط المساهمة:
تم الإشارة في مضمونها الى دراسة تحمل رقم تخطى مليون كاتب محتوى اليوم، هذا الأمر جعلني أطرح العديد من التساؤلات، من بينها هل ارتفاع هذا العدد منطقي يُظهر لنا الحاجة المُلحة لشركات لطلبها لأصحاب هذا المجال أم أن الكثير أصبح يتمتع بمهارات الكتابة الإبداعية؟
أحد الاحصائيات كشفت أن 60% من المسوقين يصنعون محتوى واحد على الأقل كل يوم، كما تنفق الشركات 46٪ من ميزانيتها على كتابة المحتوى كون 86٪ من الشركات تصنع محتوى مدونة مقارنةً بأنواع الأخرى من المحتوى. وربما من بين الأسباب الذي تدفع الشركات الى الاعتماد على التسويق بالمحتوى كونه يكلف62% أقل من التسويق التقليدي ويحقق حوالي 3 أضعاف عدد العملاء المستهدفين.
وتلقائيا الطلب على هذا المجال يعمل على اشتداد المنافسة، لكن حقيقة ارتفاع العدد لكُتاب المحتوى لا يعني سهولة الطلب ولا العائد المالي الضخم، بل الكثير من دخلوا فيه لم يبقوا لمدة طويلة كونه يستدعي الى تجديد الأفكار الإبداعية، السلالة في الطرح، لغة واضحة وجذابة، صعوبة اقتناع العميل بالمشروع.
انطلاقا مما ذكر سلفا، يظهر جليا مستقبل العمل الحر لكُتاب المحتوى الذي يؤدي الى إنقسامهم الى ثنائيتين نتيجة:
1- ما بين ازدياد الطلب واشتداد المنافسة: قد تبين من خلال العديد من الإحصائيات أن الكثير من الشركات تولي رعاية تامة بمحتوى المنتج الذي تنشره على الفضاء الافتراضي، لذلك تلجئ لتوظيف أصحاب الكفاءة القادرين على استقطاب الجمهور المستهدف، وكون العميل اليوم فتحت له الخيارات المتنوعة في توظيف كاتب محتوى على حساب الأخر، فالمنافسة شرسة والبقاء للمتميز بمحتواه.
2-ما بين كثرة الإقبال وترك المجال: بما أن الأرقام في ارتفاع ومنافسة في اشتداد هذا الأمر يؤدي الى ترك الكثير من كًتاب المحتوى هذا المجال من خلال ما رأؤوه من تمييع في السوق كون البعض من المستقلين يقبلون المشروع بنصف السعر المخصص له، وأيضا إفراغ المحتوى من معناه الحقيقي كون الكثير من العملاء يهمهم الشكل المحتوى بكلمات لامعة وجذابة أكثر من محافظة على قواعد اللغة ومنهجيتها.
وما عنكم يا اصدقاء، ما قراءتكم لواقع كتابة المحتوى اليوم؟ وكيف ترون مستقبل هذا المجال؟
التعليقات