هل أنت راضي عن أداء كاتبي المحتوى في وطننا العربي اليوم؟

أعتقد أنها لن تتحول إلى مجرد نسخ ولصق، فالعميل لن يرضى بهذه الخدمة، وأعتقد أن مَنْ يقوم بذلك لن يستمر بتسمية نفسه كثيرًا كاتب محتوى.

بالطبع زيادة المنافسة تعني زيادة الجودة بين المتخصصين، حتى إذا زاد عدد غير المتخصصين فهذا سيفيد العملية بأكملها؛ لأنه سيحث المتخصصين للعمل أكثر حتى لا يأخذ مكانهم مَنْ لا يستحق.

أسئلة في محلهاا يا يوسف، وقد لا يسعنا الأمر لإختصارها في تعليق او حتى مساهمة تشرح الأمر، وإنما يستدعي ذلك الى قيام بدراسة بناءا على إستطلاع لرأي و تحليل لإحصاىيات، فكما ذكرت أن كتاب المحتوى تخطوا حاجز المليون وهو رقم منطقي، لكن تأكد أن بعد اعوام قليلة القادمة برأي الرقم سينقص و لن يزيد و ذلك لأسباب:

• الكثرة لا تعني الجودة و لا تدل على سهولة العمل، فالعميل اليوم امامه الكثير من الخيارات وهو السيد في توظيف مستقل على حساب الأخر و صاحب المهارات والتعامل الممتاز هو الفائز
• مجال كتابة المحتوى بالرغم من انه يصنف ضمن المهارات الإبداعية إلا انه يحتااج للكثير من الصبر والتحمل العمل و العميل على حد سواء، وليس الكل لديه القابلية لدخول هذا المجال، و الخاطر الواسع للبقاء فيه.
• كثرة العدد يؤدي الى إنخفاض العائد المالي للمستقل، كون هناك البعض يقبلون المشروع بنصف السعر المخصص له لذلك هذا الأمر ينتج عنه ترك الكثير من كتاب المحتوى للمجال كونه اصبح فيه تمييع في الأمر، لذلك تلقاىيا ينفر الأخرون لدخول لهذا المجال.

قرأت مقال هنا منذ ساعات عن الفرق بين كاتب المحتوى والتحرير

أما النسخ واللصق وتعديل القليل عليه يصبح تحريرياً للخبر لا جديد فيه..

وأظن أنّ كاتب المحتوى يجب أن يمتلك مهارات البحث والتقصي، والاعتماد على الأسلوب العلمي للكتابة حسب طبيعة الموضوع ونوعيته من أدبيات الكتابة..

كما أعتقد بأنّ المتعامل مع كاتب المحتوى سيكون أكثر ذكاء لتمييز الغثّ من السمين..

هل كلّ من غنّى يُطرِب؟؟ وذات الأمر في كتابة المحتوى، بل في الكتابة إجمالاً...

وبالنهاية هو سوق.. كلّ يختار البضاعة التي تتناسب وإمكانياته وحاجته والفائدة المرجوة.

الخطوة الاولى هي الاجابة على السؤال

ما هي معايير المحتوى الجيد؟!

بالنسبة لي بعض المعايير:

-مغزى او عبرة منطقية وواقعية

-لمسة انسانية او شعور بالعمق بعد قراءته

-مبنى جميل كالحبكة،التشابيه،الاستعارات

-درجة من الحنكة والذكاء في العرض

-درجة من الخيالية

مما قرأته لبعض الكتاب المشهورين جدا:

-انعدام المغزى او المغزى الغير مفيد وغير منطقي وغير واقعي وقابل للنقد بسهولة وسرعة ووضوح

-لمسة شاعرية وليست انسانية حيث تميل الانسان الى عاطفة متحيزة(تخطاب عواطف مجموعة) وليس لمسة انسانية صادقة (تخاطب الانسان)

-مبنى متكرر مرارا وتكرارا في كل كتاباته حتى كانه قالب وورد (استطيع تحديد الكاتب من اول سطر لانه يبدا دوما بنفس الطريقة)

-لا ذكاء في العرض

-يوجد خيال لكنه خيال تركيبي يركب الاشياء بسطحيتها مع بعضها كخيال الاطفال

ولكن الحق يقال يبدو ان الكاتب محترف بالتسويق جدا فهو كاتب مشهور جدا

طبعا انا لم اقيم كل الكتاب بشكل عام لكن هذا الكاتب وعدة امثلة اخرى دفعني للتشكيك ان المستوى قد يكون ليس على تماشي مع الكثرة

 هل هذا الرقم تُرجم إلى وضع أفضل وخدمات ممتازة مُقدمة لأصحاب الأعمال؟ أم تحولت كتابة المحتوى بفضل هذا العدد الهائل إلى مجرد مهنة تقوم على النسخ واللصق نتيجة وجود غير المتخصصين؟ 

جودة المحتوى لا تتوقف على مهارات العميل فقط، بل على ما يرغب به أصحاب المشاريع أيضا، أعتقد أنك قد لاحظت أن عدد المشاريع التي تبحث عن كتاب قادرين على تقديم محتوى حصري قليلة مقارنة بالمشاريع التي ترغب في الحصول على مستقل قادر على نقل المقالات من مصادر معينة مع القيام بتعديلات قليلة مثل تعيير العناوين والصور. والأمر ببساطة راجع لضعف ميزانية أصحاب هذه المشاريع لأنّ توظيف مستقل لكتابة محتوى حصري مكلف أكثر من توظيف مستقل لنقل وتعديل المقالات. وبما أنّ أغلب الأشخاص الذين يعرضون هذا النوع من المشاريع لا يهتمون برفع جودة المحتوى العربي بقدر اهتمامهم بملئ مدوناتهم بمقالات تساهم في تحقيق أرباح الاعلانات من جوجل، فإنّ غلبة المحتوى المكرر والغير مفيد شيء طبيعي جدا.

أنا أطلب تقييم الأداء بشكل عام، أنتم كيف تشاهدونه؟

هناك عدد لا بأس به من كتاب المحتوى الجيدين ومواقع الانترنت والمدونات التي تقدم محتويات قيمة. لكن اذا ما قارنا حجم المحتوى العربي القيم مع نظيره الأجنبي سنجد أن حجم المحتوى العربي قليل.

بالمختصر مازلنا بحاجة إلى المزيد من العمل للوصول إلى جودة المحتوى الأجنبي.

حتي لو وصلوا لعشرة ملايين كاتب سيظل التميز والإبداع هما الفيصل بين الكتاب ومن يدعي أنه كاتب

أهلًا يوسف...بالطبع منذ 5 سنوات إلى الآن تطور المجال بشكل ملحوظ، وكذلك الخدمات والمختصين به، لكن مقارنة بمجمل العاملين به، أعتقد أنه يمشي بسرعة عالية نحو وضع غير جيد إطلاقًا، ويعتمد بصورة كبيرة على النسخ واللصق، أو لنقل التكرار والشكل الواحد.

ما هي المشاكل التي أوصلته إلى هذا الحد ؟

مقارنة بالمجالات الابداعية كالتصميم والرسم، يوجد نقص هائل في المحتوى التعليمي لكتابة المحتوى، القليل جدًا من يدرب على كتابة المحتوى، أرى أنّ المواد التعليمية أو المختصين لايقدمون مواد غنية أو متقدمة في المجال، الشائع هو الأساسيات والمزيد من الأساسيات.

أذكر هنا التجربة المصرية في مجال المحتوى وبالأخص (محتوى شبكات التواصل الإجتماعي)، وهي تجربة وسوق رائع في نظري، ربما هو سوق ومجتمع مخصص فقط بدولة مصر، ولكن ما يدور هناك أفضل من الدول العربية بشكل عام.

غير ذلك، أرى أن أصحاب الأعمال قد يواجهون صعوبات في تقييم المحتوى المقدم لهم، ربما لأنه من الصعب تقييم الكتابة من غير المختصين.

هذا ما أراه من عن المجال بشكل عام

بصراحة أنا أرى الحال بوضع جيد، رغم قلة المتخصصين الذين إذا قرأت مقالاتهم تشعر وكأنك تقرأ ولا تفهم، ولكن بشكل عام لدينا كوادر ممتازة، لأنه أصحاب المشاريع والمواقع أصبح لديهم خلفية بالمطلوب لكي يكون المقال بصورة جيد ومتوافق ع السيو ومنظم ومقسم وهكذا.

لعل غرابة الرقم تأتي من سهولة الدخول في هذا المجال وبفضل انتشار مواقع التواصل على اختلاف أشكالها أصبحت كتابة المحتوى عادة يومية للكثيرين حتى لمن لا يطلق على نفسه كاتب محتوى.

ولكن يبقى للكتابة الاحترافية مكان مميز يعرفه المتخصصون ولهم سعرهم المختلف لمن يرغب في المحتوى المتميز.

لست راضيًا عن الأداء في المطلق، لأنه ببساطة اتجه كثير من الناس لكتابة المحتوى دوم موهبة أو مهارات مكتسبة؛ فقط لأنها أكثر الأعمال الحرة طلبًا؛ فأدى ذلك إلى أن كثير من أًصحاب الأعمال نراهم اليوم يشكون أنهم أسندوا المشروع لمستقل معين ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام أعمال رديئة لا تستحق التقدير أو النشر.

من ناحية أخرى، عدم فرض رقابة على هذه الأعمال يوسع عدد العاملين به، ومن ثم تقل الأجور الخاصة بالكتابةن فمثلا عرضت عليّ من قبل إحدى صاحبات المشاريع أن أكتب عشرون مقالا مقابل 4 دولارت فقط! أي عقل هذا يقبل هذا؟ وهي بالطبع وجدت من يكتب لها بهذا السعر وإلا لما خطر على بالها من الأساس!

"هل أنت راضٍ"