حلمنا بعالم مثالي، خلقنا لأهله وجود...

سبحنا في سحب الأعالي، جعلنا السماء حدود...

ذهبنا معاً بالآمالِ، وعدنا معاً بالوعود...

وعدنا لنكتب ما رأيناه فوصفنا شخصياتنا وعشنا بداخلها وهنا بدأ التحدي، تحدى الفصل بين عالمنا وعالمهم، بين شخصيتنا وشخصيتهم، بين الواقع والخيال!!!                

من العجيب أن الممثل الشهير كريستيان بيل قد تغير وزنه ١٠ مرات خلال ٧ سنوات ما بين زيادة ونقصان وفقاً للدور الذي يؤديه!، فهذا وإن دل على شيء فهو يدل على تجسيده للشخصية بشكل كامل واتحاده معها وعيشه للدور بكل تفاصيله.

هكذا فإننا ككُتّاب نعيش في دور الشخصية التي نجسدها وقد يجد البعض صعوبة في الخروج منه حتى في غير أوقات الكتابة، فأنت لازلت تشعر بها في الشارع عندما يقوم أحد بتصرف مشابه لما تقوم به، أو عندما تسمع اسمها، أو حين تأتيك فكرة عن مستقبلها أو ذكرى من ماضيها أو لمحة من حاضرها.

بحسب تجربتي فإن الفصل بين عالمي الخاص وعالم شخصياتي هو أمر ضروري أحياناً حتى لا يؤثر ذلك على علاقاتي، على أن باب الإبداع مفتوح دائماً لربط أحداث حياتي اليومية بتلك الشخصية وأحداث حياتها اليومية.

فما هي الطرق التي تتبعونها للفصل بين واقعكم وخيال المؤلف؟

 وإن كنتم تواجهون صعوبة في وضع حدود بين عالمكم وعالم شخصياتكم... فأعلموا أنكم لستم الوحيدون!