جنازة بتار ولا قعدة الرجل في الدار! ... من المجموعة القصصية عضة كلب.

متى يتغير هذا التفكير، وان زوجتك هي بشر بمشاعر تحتاج وقت لنفسها ، تسترجع نفسها كم من النساء بعد الزواج نست نفسها ربما كانت تحب ان ترسم ، كانت تحب ان تقرأ، كان لديها أحلام أهداف هوايات وكل هذا اندثر بعد سجن الزواج ، هل هذا هو مفهوم الزواج فقط تطبخ لك تعتني بالأطفال وتعمل وتلبي وتجامل اهلك ، يؤسفني حقاً حال النساء وعندما انظر إلى تلك العيون قبل وبعد اجد شيء انطفأ وفوق هذا المجتمع عليهن وإذا تطلقت كأنما فعلت شيء تسحق العقاب والذل و الاهانة عليه متى يصحو هذا الضمير النائم ، وتكف هذه المعاناة ٠

بصراحة كله يتوقف على شخصيات الشركاء، سواء السيدات أو الرجال، لدَّي صديقات مثلًا لسن في بداية الزواج، ويحبون وجود أزواجهم في المنزل -قدر المستطاع طبعًا- ويحبون فكرة مشاركتهم في الاعتناء بالأطفال أو حتى الأعمال المنزلية، وأعرف أمثلة أخرى من بداية الزواج والاثنين معتادين على البقاء منفصلين لاوقات طويلة، ولا مشكلة عند الطرفين في ذلك، بل العكس ما قد يزعجهم. وبخصوص الزوج المتحذلق أو الزوجة المتسلطة، فأحيانًا تكون تلك الشخصيات ملائمة لنوعية شركائهم في الزوجية، حاجة كدة زي "الطيور على أشكالها تقع"، يعني ممكن مثلًا لو جيتي تقولي للجارة تقدري تستحملي تسيبي جوزك سنة مثلًا او تسافري أو هو يسافر ويسيبك؟؟ غالبًا بيبقى ردهم بعد تفكير شوية، أنه لأ ميستحملوش!

هذا يعتمد على طبيعة شخصية كل فرد، فمثلًا كان لدينا جار يحب زوجته حبًا شديدًا ويحب الجلوس في المنزل، حيث كان يكره الجلوس في المقهى أو الخروج مع الأصدقاء، وكان يشعر براحة تامة عندما يكون مع زوجته في المنزل ولا يحب أن تتركه أبدًا، حتى عندما مرضت زوجته وتوفيت لم يحتمل فراقها، مما أثر عليه بشكل عميق لدرجة أنه توفي بعدها بفترة قصيرة، فأحيانًا يكون الحب والتعلق الشخصي عميقًا إلى حد أن الشخص يفضل الراحة بالقرب من شريكه أكثر من أي مكان آخر، يعني ما كانش يقدر يعيش من غيرها، وهذا يعكس اختلاف جذري في الشخصية بين الأفراد.

في الحقيقه تحتاج الزوجة الى وقت راحه وخاصه الام قد يضن البعض انه هذا واجبها وعليها اللتزام به رغم عنها ومع حياتها الزوجيه واولادها تحتاج فقط بعض الراحه والسكون ويكون من الجميل لو كان الزوج يساعد فهذا سيخخف اعباء على كل الطرفين فالتعاون لا يُريحها فقط، بل يُخفّف الأعباء عن كليهما، ويجعل الحياة أدفأ، وأقل قسوة.

وأيضا أن فراغ المرأة في بداية الزواج يجعلها ترى زوجها محور الكون لأنها لم يكن لديها مايشغلها كي تفصل شعورها عنه

في رأيي، قد يكون خروج الرجل أحيانًا مساحة تهدئة للطرفين، لا هروبًا من المسؤولية، بل لأن بعض الحضور يُثقِل الأجواء بدل أن يخفّفها.

بما أنّ المفترض أن معظم من شاركن في هذه المساهمة نساء فكان يجب علي أن ألعب الدور المقابل ولكنني رجل حكيم ولذلك فأنا أفضل التزام الحياد:

وبما أن الظاهرة هذه منتشرة ليست فقط في الدول العربية وإنما في العالم كله فإن هناك صنفين من الرجال: أحدهما مثلي يُشتكى منه لكثرة عمله حتى في أيام العطلة فأنا مثلا الحَمَل الوديع في البيت الذي يرونه فقط وقت الأكل مع ابتسامات قليلة للمجاملة فهذا النوع تشتكي منه زوجته لكثرة انشغاله. أما ذلك الآخر وعلى الأغلب أنه موظف تقليدي من أُلائك الطيبين الذين يعودون من عملهم عصرا حاملا بطيخة نمس مشقوقة نصفين فهذا يا عيني ليس له وقت إلا في شيئين القهوة أو البيت، ولو نزل إلى القهوة وبقي طول الليل فهو مارق منشق عن الجماعة وليس مثل أخوها محمد الذي يهتم ببيته وعياله، وإذا بقي في البيت فهو زنديق فارغ فاضي ما وراهوش غيرها.

إذن فماذا يفعل هذا الكائن المسكين. وقد صدقت الأستاذة دنيا سمير غانم عندما غنت:

الزوج المتحذلق كثير الرأي والملاحظات على كل شيء 

أما هذا فأعلم أنه عنصر مشعّ غير محتمل وغير مستأنس فهذا يجب على زوجته احتواءه حتى لا يفرغ طاقته فينا عندما ينزل العمل لأن الدنيا مش ناقصة فزلوكين.