كيف يمكن لأسلوب الكاتب أن يحفزني على قراءة كتاب رغم تكرار فكرته أو يحبطني رغم جودة الفكرة؟

أسلوب الكاتب يلعب دورًا كبيرًا في نجاح العمل سواء الكتاب أو الرواية، الكاتب الذي يكتب بطريقة جيدة تجذب القاريء وتشد انتباهه وتحفز عقله قد تجبره على القراءة في تخصص حتى لا يحبه أو شيء قد قرأه من قبل.

أنا شخصيًا أذكر قرائتي لبعض الأعمال أكثر من مرة لتذكري أنها كانت جيدة للغاية وأسلوب الكاتب قد يجعلني أظل أقرأ في العمل لساعات متواصلة وفي شوق لقراءة باقي العمل، بل وقد أحزن عند الانتهاء منه.

أما العكس، حين يكون الكاتب لديه أفكار جيدة جدًا لكن أسلوبه الأدبي غير جيد أو ضعيف قد يكون من الصعب على القاريء إكمال الكتاب، أو استخلاص المعلومة بسهولة، وقد يترك الكتاب ويبحث عن آخر أجود من الناحية الأدبية وأسهل في توصيل الفكرة.

من أفضل أساليب الكتّاب في رأيي هو الأسلوب الذي يتحدث فيه الكاتب للقراء مباشرة كأنهم أمامه، ولا يتخذ الكاتب نغمة واحدة أثناء حديثه؛ بل يصارح القراء بشكوكه ويكلمهم من القلب بتواضع بدون تعقيد ويتقرب إليهم، وبعد أن يستحوذ على محبة وتركيز قراءه يتقدم لفقرات أخرى حيث يسخر من خصومه ويفند بالحجج القاطعة أفكارهم الواهية، ويخطو في فقرات مغايرة حيث يفخر بعمله ومنهجه وأسلوبه وقوة حجته وتفكيره، وهكذا تكون القراءة عملية ممتعة يشارك فيها الكاتب قراءه مختلف أطواره النفسية بصراحة وتقرب، ودون افتعال أو تلفيق.

من الكتاب الذين برعوا في ذلك: أنيس منصور حيث يتحدث بلغة المواطن العادي بأسلوب مشوّق، ومنهم أيضاً سيجمند فرويد رغم ما يؤخذ على منهجه العلمي إلا أنه كان أديب من الدرجة الأولى.

لو أنت مضطرة للفكرة لن يفرق معك اسلوب الكاتب، فمثلا مع دخولي للعمل طلب مديري منا قراءة كتاب بالنسبة لي كان ممل كاسلوب ولكن لاهميته ذاكرته كمعلومات واستفدت منه جدا

تجربتك عكست نقطة مهمة جدًا: الفرق الجوهري بين فكرة قوية وأسلوب قوي.

أحيانًا لا تكون قوة الكتاب في الفكرة فقط بل في طريقة تقديمها الكاتب الذي يمتلك أسلوبًا سلسًا وواقعيًا لديه القدرة على تحويل موضوع مألوف إلى رحلة جديدة ومُلهمة.

أكثر ما يجعلني أتمسك بكتاب رغم تكرار فكرته هو أن الكاتب يتحدث إليّ كإنسان لا كمحاضر.

على سبيل المثال قرأت كتاب فن اللامبالاة وكان محتواه مألوفًا من حيث الفكرة، لكن أسلوب مارك مانسون جذبني من أول صفحة.

وعلى العكس واجهت صعوبة مع بعض الكتب التي تحمل أفكارًا عميقة لكنها مكتوبة بلغة ثقيلة أو تنظيرية فأشعر بالتيه وسط المفاهيم بدلًا من التفاعل معها.

الأسلوب هو الجسر بين الكاتب والقارئ وإذا انقطع هذا الجسر ضاعت الفكرة مهما كانت عظيمة.

وأرى أن هذا العامل أساسي في اختيار الكتب المناسبة للتنمية الذاتية أو تطوير المهارات، لأن التجربة القرائية لا تعتمد فقط على ماذا يُقال بل كيف يُقال.

شكرًا لطرحك الملهم وسأضيف كتاب التأثير المركب لقائمة قراءاتي القادمة!

بالنسبة للأعمال الأدبية، لا يمكنني فصل الأسلوب عن الموضوع، لأنه جزء لا ينجزأ من العملية الفنية الإبداعية ككل، وكثيرا ما يشدني أسلوب الكاتب، ويجعلني أتتم قراءة الكتاب، بالرغم من أن الموضوع مُستهلَك.

أما المواضيع العلمية أو التقنية، لا يهمني سوى وضوح المعنى والتقديم المبسط للفكرة.

بطبيعتى لو بدئت كتاب لازم أنهيه وأشعر بالحزن لو لم أنهه أى كان أسلوبه.

بعض الكتب أشعر بأسلوبه أنى أعذب نفسى، لكن رغم ذلك أنهيه وعقبها أجلس أنظر ما الذى لم يروقنى.

بعد قراءات كثيرة صرت ادرك الأسلوب الجيد والأسلوب الردئ لكن على أن أقرأ أولا للجميع.

بعض الكتب المترجمة أعانى منها، فى البداية كنت لم اكن أعرف السبب، اشعر أن ثمة شئ غير متناسق، حصلت لأول مرة فى الجامعة عن بعض الكتب المترجمة وكنت أقرأ ولا أشعر بتناسق بين القطع وبعضها البعض لا أفهم شئ، لكن قرئت مرة للعقاد أن مشكلة الترجمة تكمن فى المترجم على المترجم أن يكون ملم بهذا المجال وجيد فى كلتا اللغتين لكى يستطع أن ينقل لك المعنى فى النص الأصلى

فأدركت سبب ما كنت أعانيه

بعض الكتب كنت اقرئها وأشد إعجاب بها لكن فى مرحلة متأخرة، عندما أتذكرها اشعر أن المؤلف كرر أشياء كثيرة وبناها على قصص وبخاصة فى الكتب الأجنبية

الأسلوب الجيد يجعل الأفكار أكثر وضوحًا وتأثيرًا، ويحفز القارئ على الاستمرار، بينما الأسلوب الضعيف قد يفقد القارئ تركيزه ويجعله يتخلى عن الكتاب بسهولة. شخصيًا، قررت كثيرًا متابعة كتب بسبب أسلوب السرد المشوق، مثل كتاب "العادات الذرية" لجيمس كلير مثال رائع على كيف يمكن للكتابة الواضحة والعملية أن تحوّل أفكارًا قد تبدو تقليدية إلى تجربة قراءة مشوقة وملهمة. الكاتب لا يكتفي بسرد الأفكار، بل يربطها بأمثلة واقعية وقصص شخصية تجعل القارئ يشعر بأن النص يتحدث إليه مباشرة، وهذا ما يجعلني أستمر في القراءة رغم أن موضوع بناء العادات متكرر في كتب التنمية الذاتية.