رغم أن المعرفة تزيد من سعة أفقنا، وتجعلنا نرى الحياة بمنظور أكثر عمقًا، وتجعلنا أكثر مقدرة على مواجهة تحدياتها إلا أنها قد تمثل عبئًا علينا في أحيانٍ كثيرة؛ فقد يرفض بعضنا مثلًا معرفة الأخبار السيئة، أو معرفة ماضي شركائنا خشية الشعور بالألم والسوء.

"لقد مات محمود لأنه اقترب من الحقيقة أكثر من اللازم، فلم يتحمل واحترق وذاب جناحاه.. هوى من حالق ليغرق وسط محيط ثائر.. مثل إيكاروس".

في رواية مثل إيكاروس يستعرض د/ أحمد خالد توفيق كيف أن المعرفة قد تكون نقمة على صاحبها، فالبطل محمود السمنودي هو رجل قادر على رؤية المستقبل، وعلى قراءة الزمن، فصار يعرف مستقبل كل من حوله، خيره وشره، ومستقبل العالم ونهاية الحياة.

لكن هذه المعرفة كانت حملًا ثقيلًا، أودت به في نهاية المطاف إلى حجرة داخل مصحة نفسية، وانتهت حياته بميتة مروعة.

ربما كان الجهل هنا هو منقذ محمود السمنودي من الجنون، ومن المعاناة التي مر بها.

فمتى إذن يكون الجهل نعمة، ومتى يكون نقمة؟