قرأتُ في كتاب (نظرية الفستق) فصلاً يتحدث عن فوائد الانسلاخ من الرسمية ومخاطبة القلوب، وكيف أن مخاطبة القلوب قد تفتح أبواباً محكمة الإغلاق، فقط يكفيك أن تلامس بكلماتٍ طيبة قلب من تريد منه أمراً ما - كمديري في العمل مثلاً - فيلين لي ويلبي رغبتي طواعية، في حين أن الرسمية قد تصل بي إلى طريق مسدود.

ولكنني تساءلتُ ألا يمكن لمخاطبة القلوب أن تدفعنا في كثير من الأحيان إلى التجرد من المصداقية؟ ويصبح همنا الوحيد هو مجاملة الآخرين لنحصل على ما نريد، وهل يدخلنا ذلك في دائرة النفاق؟

إننا نرى كثيراً في بيئة العمل ذاك الشخص - الذي تختلف مسمياته من مكان لآخر - والذي يكون معروفاً بأنه يمارئ رئيسه في العمل ويظل يمدحه طيلة الوقت ويلاعب عواطفه ليحصل على ما يريد، وقد يكون في حقيقة الأمر يبغض مديره أشد البغض وربما يجاهر بذلك إذا ما أمن أن يسمعه.

لذا كيف يمكننا مخاطبة القلوب دون التجرد من المصداقية والوقوع في دائرة النفاق؟