من أكثر الأشياء الشائعة عند التحدث عن العادات هو كيف تكتسب عادة جديدة، ولكن من أصعب الأشياء هي التخلص من العادات ووجدت في هذا الكتاب إشارة إلى نقطة مهمة في كيفية التخلص من العادات وهي ضبط النفس وتحمل الانتظار وأشار المؤلف إلى تجربة المارشيملو الشهيرة حيث يتم وضع قطعة مارشيملو أمام الطفل وعليه أن ينتظر حتى يعود المشرف الذي وضعها ليحصل عليها الطفل كمكافأة على صبره وضبط نفسه وفي نهاية الدراسة أثبتت بعد سنين أن الأطفال الذين انتظروا المشرف كانوا أكثر مرونة من غيرهم في حياتهم، ولديهم قدرة أكبر لتجنب والتخلص من العادات السيئة المصاحبة لهم، فضبط النفس وتحمل الانتظار يعد من العوامل المهمة للتغلب، فمن تجاربك كيف تتخلص من العادات السلبية؟
كتاب صعوبة التخلص من العادات: كيف تتخلص من العادات السلبية؟
أهم خطوة هي إيجاد بديل لهذه العادة السئية بعادة صحية ومفيدة ويكون بها جانب ممتع لتتمكن من تعويض العادة السيئة وأثرها علينا مع الابتعاد عن أي مؤثرات أو عوامل تحفظ رجوعنا لهذه العادة السيئة فمثلا لا يكون هدفي التخلص من التدخين وأذهب للجلوس بالكافيهات وسط المدخنين، أو الخروج مع صديقي المدخن بشراهة، فبالتأكيد سأضعف وأدخن معه مرة أخرى
من بعض التجارب أراها طريقة جيدة، مثلا عند التفكير في العادة السلبية نحاول أن نقوم بغيرها إيجابي وبديل، مثل ممارسة الرياضة، كنت ألزم نفسي للتخلص من عادة سلبية مسبقا باستبدالها بالقيام بممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، وقد أسهمت هذه الطريقة كثيرا في رحلتي ولكن بدون انضباط وضبط النفس لم أكن أحقق شيئا.
الانضباط الذاتي هذه نقطة أساسية إن أردت إنجاز أي شيء وليس فقط متعلق بالعادات، لذا الفيصل هنا كيف تخلق هذا الانضباط؟ فأحيانا المكافاة تخلق انضباط، كأن تعطي لنفسك مكافأة حتى تتمكن من المضي قدما بالمذاكرة، وأحيانا يكون الانضباط نتيجة للوعي الذاتي بأنفسنا ومهاراتنا لذا هو خطوة مهمة جدا من معرفة الشخص بنفسه
جميلة هذه الإشارة وأجمل ما فيها هي إخبارك مسبقاً بأنك ستتعب وتتحمل في سبيل الوصول لهدفك بعكس أغلب الكتب في الباب والتي تصبغ لك الحياة باللون الوردي، لكن ما زلت أرى قصوراً في جانب المدخل النفسي ومساعدة القارئ على تحليل نفسه واكتشافها قبل الشروع في القراءة ليعلم ما الذي سيمكنه استفادته من المعلومات الواردة وفي أي نقطة سيستطيع الكتاب مساعدته وما مدى مقدارها وإخباره الجوانب التي يكملها من مصدر آخر.
أي كتاب يصبغ الحياة باللون الوردي هو يقع ضمن إطار كتب التنمية البشرية "السطحية" بالنسبة لي وعادة أتجنب هذا النوع من الكتب، على عكس الكتب التي تعرف جيدًا كيف تناشد نقاط الألم لقارئها، فيعرف أنه سيحصل على القيمة المرغوبة بالنسبة له.
لكن ما زلت أرى قصوراً في جانب المدخل النفسي ومساعدة القارئ على تحليل نفسه واكتشافها قبل الشروع في القراءة ليعلم ما الذي سيمكنه استفادته من المعلومات الواردة
لا تسيء فهمي، ولكن هذا دورك أنت وليس دور الكاتب، بمعنى أنك من خلال قراءتك لمجموعة مختلفة من الكتب العلمية مثلًا والنفسية وأيضًا الخاصة بتطوير الذات، ستتمكن من معرفة مشكلاتك لأنك فهمتها من خلال قراءة وصف مناسب لها، أتفهم أنك تريد ربما مقدمة في البداية لهدف الكتاب ومن يستطع الاستفادة منه، ولكن حتى هذه المقدمة تحتاج أن يكون لديك وعي كافي بما تريده وبذلك تعرف هل يناسبك الكتاب أم لا.
لا تسيء فهمي، ولكن هذا دورك أنت وليس دور الكاتب
لا تقلقي أفهم هدفك جيداً مما ذكرتيه وهو التشجيع على البحث عن الحلول الممكنة في كل مصدر نستطيع الوصول له، لكن المشكلة عندما يقدم لي الكتاب النصائح وكأنها الحل السري حالياً أستطيع تحديد الفائدة فقط وآخذها وأكمل الجوانب الناقصة من مصدر الآخر لكن عند كون الشخص في بداية تعامله مع هذا يكون الأمر مأساوي، تجربتي في هذا الباب كانت سيئة جداً حتى وصلت أحيانأ لفقد الأمل نتيجة الإخفاق المتكرر بسبب عدم اتضاح التحديات وادراك ظروفي وقدراتي
الجميل في هذا الكتاب هو عرضه لألية عمل المخ وعن طريق فهم المخ يمكننا فهم العادات نفسها وكيف تصبح عادة بالأساس وبالتالي لماذا من الصعب التخلص منها، هو ليس كتاب من كتب التنمية الذاتية بل هو علمي بدرجة أكبر.
منذ فترة قرأت هذه المقولة discipline is Freedom وفي البداية لم أفهمها بشكل كافي ولكن مع مرور الوقت أدركت فعلًا أن الحرية تكمن في أن لا تكون مقيدًا بأي رغبة أو عادة او إدمان وأن تتمكن من تقويم نفسك للصبر على النتائج والاستمرارية رغم عدم وجود نتيجة لحظية. ومن يصل لهذا يمكنه أن يكتسب أي عادة جديدة أو يتوقف عن عاداته السيئة وهذا ما أحاول اكتسابه.
لكن لفت انتباهي من تجربتي الشخصية أنني احتاج دائمًا فاصل من العودة إلى بعض هذه العادات ككسر للروتين ومن ثم محاولة بنائه مرة أخرى وقد يكون الأمر صعبًا أحيانًا. هل تعتقد من قرائتك للكتاب أن هذا أمر صحي؟ أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
من وجهة نظري هذا ليس سهلا خصوصا لو كانت هذه العادة مغروسة في أعماق الشخصية.
فالإنسان عادة ما يحب التواجد في مناطق الراحة الخاصة به حتى ولو ابتعد عنها فترات طويلة فإنه قد يعود إليها من حين أو آخر حتى ولو بغرض الزيارة مثلا.
فمثلا أنا كنت ثرثارا في فترة من حياتي حتى وأني ما كنت أترك مجالا لأحد ليتكلم. لو كنت توقفت عن هذه العادة فورا لما استطعت أبدا ولشعر الأشخاص من حولي بالغربة لأنهم تعودوا على العكس وهو الصمت والاستماع. لقد أصبحت أقوم بعمل توازنات بيني وبين الآخرين في الكلام لكنني من آن إلى آخر أعود لعادتي القديمة التي بالطبع لم أنساها وأسأل على حالها إذ أنه كان بيننا من المفترض عَشْرَة طويلة.
من قرائتك للكتاب أن هذا أمر صحي؟ أم يجب الامتناع عن العادة السيئة بالكامل من أول لحظة؟
قطع العادة مرة واحدة قد يواجهها رد فعل معاكس وبالتالي الارتباط بالعادة بشكل أكبر، لذا التدريج هو الحل حتى أن هذا يحدث في حالات الإدمان يتم تقليل الجرعات تحت إشراف طبي بالتأكيد، حتى لا يحدث صدمة للعقل والناقلات العصبية، لهذا يحدث ما يسمى بالانتكاسة، للعديد من الناس.
إنّ كسر الرّوتين في بعض الأحيان يكون أمرًا مهمًّا، لكي لا يشعر الشّخص بالضّغط والحرمان. فمثلًا إذا اكتسب الشّخص عادة تناول الأكل الصّحي يمكنه أن يطلب مرّةً في الشّهر وجبةً من أحد المطاعم حتّى لو كانت لا تتماشى مع مقاييس الطّعام الصّحّي.
وإذا اكتسب عادة ممارسة الرّياضة كلّ يوم، فلا بأس إن قرّر في أحد الأيّام أن يبقى مستلقيًا في سريره بدلًا من الذّهاب للمشي.
بداية لديَّ سؤال بسيط: هل يختلف هذا الكتاب في محتواه كثيرًا عن "العادات الذرية"؟
من تجربتي الشخصية التخلص من العادات السلبية يأتي بالإرادة فقط وربطها بهدف داخلي لك، هذا يأتي قبل مرحلة بناء عادة إيجابية جديدة أو ربط مجموعة عادات ببعضها حتى يصبح القيام بها فيما بعد تلقائي (أي تتحول القيادة من عقلك الواعي إلى اللاواعي)، وسبب أنني بدأت بنقطة ربطه بهدف أو دافع داخلي هو أن ذلك ما سيحفزك يوميًا على إتخاذ القرار بإرادتك للقيام بتلك العادة، مثلًا منذ عدة سنوات كنت اتمنى أن أكون من الملتزمين بممارسة اليوغا والرياضة بوجه عام، ولكن الأمر كان يتحول لمماطلة دون أي تنفيذ، ولكن منذ عام تقريبًا بدأت أشعر بالضيق من أسلوبي في التعامل مع تلك الأهداف وشعرت أن الوقت يضيع دون إنجاز ما أريده، لذا؛ بدأت بتحدي لمدة 30 يومًا لممارسة اليوغا (كل يوم 10 دقائق فقط ومعها تحدي عقلي بسيط)، كانت الإرادة تتمثل في الذهاب لإحضار السجادة الخاصة باليوغا والجلوس عليها فقط، هذا بمفرده هو خطوة الإرادة نحو بناء عادة جديدة.
بداية لديَّ سؤال بسيط: هل يختلف هذا الكتاب في محتواه كثيرًا عن "العادات الذرية"؟
اختلاف كلي وجوهري فبداية مقارنة بسيطة فمؤلف العادات الذرية ليس له أي صلة بالمجال الأكاديمي الطبي النفسي أو علم النفس أما مؤلف صعوبة التخلص من العادات فهو طبيب أكاديمي وعالم نفس وأعصاب.
أما بالنسبة لمحتوى العادات الذرية فهو كتاب تدريبي من كتب التنمية الذاتية ومن الصعب الحصول بداخلها على معلومات علمية أو استناد إلى أي أبحاث فهو معتمد على سرد قصص نجاح من التزموا بالعادات التي سردها بشكل قصصي حتى أنني استغربت كيف حتى لم يتطرق لشرح معنى العادات وكيف تحدث بالأساس! بالإضافة إلى بعض التمارين التي قد تفيد البعض وقد لا تفيد البعض.
أما كتاب صعوبة التخلص من العادات فهو كتاب علمي مبسط يعتمد بشكل علمي على شرح كيف تعمل الدماغ من وجهة نظر علم الأعصاب وعلم النفس وفيه شرح واضح لما يحدث داخل أدمغتنا بطريقة علمية وأكثر ما هو مفيد في هذا الكتاب هو استناده إلى أبحاث علمية عديدة تساهم بشكل كبير في محاولة فهم العادات نفسها ولماذا يصعب علينا التخلص منها علميا ونفسيا في نفس الوقت.
من تجربتي الشخصية التخلص من العادات السلبية يأتي بالإرادة فقط وربطها بهدف داخلي لك
هذا شرح مقارب لمعنى ضبط النفس بالفعل تعد الخطوة الأولى ومن بعدها يأتي البديل ومن ثم الإلتزام.
التعليقات