" كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان إلا شيء واحد هو آخر الحريات الإنسانية، أن يختار المرء موقفه في أي ظرف من الظروف" فيكتور فرانكل. تتناول د/لوري غوتليب في هذا الكتاب عدة قصص من داخل عيادتها النفسية، قامت بالتعديل عليهم للحفاظ على سرية تفاصيل المرضى، وأيضًا تتناول قصتها الشخصية مع رحلة علاجها النفسي.

لن أحرق لكم أحداث القصص، فأنا حقيقية أتمنى أن يقرأه كل واحد منكم. إحدى القصص حول مريضة لديها تدعى "جوليا"، بطلة من بطلات مرض السرطان، كافحت المرض بشجاعة وظلت قوية حتى تغلبت عليه وقررت مع زوجها أن ينجبوا طفلهم الأول. إلى هنا يبدو الأمر واعدًا بحياة مشرقة وجميلة، إلى أن تأتي يومًا إلى العيادة مصدومة ولا تعي ما يحدث، فها هو المرض يهاجمها من جديد وليس كأي مرة، هذه المرة الموت هو حليفها الوحيد!

ما اختارته جوليا من الاستمتاع بكل لحظة عاشتها في الماضي وكل لحظة تعيشها في الحاضر، كان هو ما تملكه في عالم بلا أي أمل بالنسبة لها، فأين هو الأمل في عالم يحكمه عدم اليقين؟!

اختارت أن تخوض رحلة تقبل موتها مع زوجها والتحدث في كل التفاصيل المؤلمة سويًا حتى يوم تأبينها. 

أعتقد أن قرارها لا يمكن فقط قول أنه شجاع وقوي وكل هذا الكلام السطحي، فلا شجاعة في تقبل أمر حتمي لا مفر منه، لكن الشجاعة بالنسبة لي هي اختيارها أن تٌكمل ما تبقى لها وهي حرفيًا تعيشه، فتخيل فكرة أن يداهمك الموت فجأة بعد أن كنت قد تصالحت مع تأخره على الأقل لفترة طويلة نسبيًا، ثم بمجرد أن تقرر أن تعطي للأمل فرصة، تجد كل مخاوفك تظهر من جديد وفي هذه المرة لن يمكنك التغلب عليها فقط قبولها!

في رأيك كيف يمكننا أن نعيش في الحاضر؟ كيف يمكننا تقبل الخوف من الموت والتعامل معه كجزء لا يتجزأ من الحياة؟