قراءة تقييمات الكتب قبل قراءتها تفسد متعة القراءة

أعجبني تطرقك لهذا الموضوع لأني من الشخصيات التي وقعت في من قبل، فكنت كلما أبحث عن فيلم مثلا ويلفت انتباهي الإعلان أنظر أولا على التقييمات إذا وجدتها اقل من 5 أشعر انه فيلم غير ناجح ولا اكترث له، بل وفي بعض الأحيان إذا شاهدته أظل مترقبه السيء الذي سأجده فلا استطيع الحكم بموضوعيه عليه، لذا قررت أن ما يلفت انتباهي من أفلام او كتب أو حتى أشخاص لا أحكم إلا من خلال تجربتي الشخصية ثم استطيع الحكم بموضوعية، ولكن هذا لا يمنع أن في كثير من الأحيان أجد أن تقييمات الأشخاص مهمة للغاية خاصة مثلا في التعامل مع الأشخاص فإذا وجدتي شخصا اجتمع البعض على انه غير سوى فمن خلال التعامل نكتشف أنه فعلا كذلك لكن السؤال المحير هنا هل هذا نوع من التحيزات الإدراكية لدينا أم فعلا بيكون هذا الشخص سىء؟

كنت أحرص دائمًا على قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام ذات التقييمات العالية فقط واعتقد أن هذا كان يرجع لأني لم أكن أملك زوق محدد فيما يتعلق بهذا لكن مع الوقت ومع تنامي هذا الزوق لدي أصبح الأمر يتعلق بالنسبة لي بموضوع الكتاب أو الفيلم وطريقة كتابته أو اخراجه، وأصبحت أحاول حتى بشكل مقصود الابتعاد عن أي افكار مسبقة أو أراء قد تفسد على متعة القراءة والمشاهدة.

أنا أجد أن قراءة تعليقات الأراء في الكتب هي أمر ضروري في بعض الحالات وهي في حالة عدم معرفة معلومات كافية عن الكتاب هذا يشكل ليه مادة خصبة لكيف يفكر الناس إتجاه الكتاب بغض النظر عن المراجعات التي تتضف بحقد أو مبالغة على الكاتب أو إشادة شديدة به ولكنه اتساعد في تكوين الرؤية الشمولية عن مدى نجاح أو تأثير الكتاب

العامل الذي يدفعني لاختيار أي كتاب / هو فقط كيف يقوم الكتاب وعنوانه وتصميمه والتصفح الأولي لصفحاته في تكوين علاقة بي .. أو كيف يؤثر في بشكل يجعلني أرغب في الأكتشاف أكثر عنه

اتفق معك يا رغدة

التقييمات تخضغ للأذواق الشخصية و في بعض الأحيان تتأثر بالحالة النفسية للقارئ..

قرأت العديد من الكتب بناء على تقييمات و توصيات لكن لم أجد فيها ما يستحق تصدر قائمة التقييمات.

بالنسبة لي المقدمات الجاذبة و الإقتباسات هي أساس إختياري لقراءة الكتب و الروايات.

بالفعل من المستحيل أن أقرأ أي شيء عن أي كتاب أو فيلم قبل القراءة أو المشاهدة، متعة الفيلم أو الكتاب بعنصر المفاجأة من حيث كل شيء، ليس فقط الحدث بل المزاج وكل الأمور التي شكّلت لي هذا العمل الفني الذي أتعاطى معه، ولذلك أنا أختار كتبي وأفلامي بطريقة غريبة جداً، فمثلاً بالأفلام أنا معتمد على آراء النقّاد السينمائيين هوفيك حابشيان ومحمد رضا، هؤلاء أطلع على صفحاتهم الشخصية واراهم ينزّلون تقييمات للفيلم من نجوم، أربع نجوم أو خمسة أو أثنين أو واحد، من هذه التقييمات البدائية أختار أفلامي، لإنني أثق بأنّه لن يضعوا أرقام عبثية، بل هم يعنون ما يكتبونه، بعد المشاهدة أعود لهم لقراءة ما كتبوه عن العمل، بالكتابة أختار كتبي عبر المحاضرات التي اقوم بمشاهدتها أو المحتوى الذي أشاهده، مثلاً حين أتابع كورس ما أو محتوى حتى ولو كان للدحيح، أقوم بتسجيل الكتب الذي يذكرونها في حال أنا مهتم بالموضوع واشتريها عندما استطيع لأستكمل رحلة التعرّف على ذات الموضوع الذي أنا مهتم به أصلاً.

هل تقرأون تقييمات الكتب قبل البدء به؟

حينما أحتاج لقراءة كتاب معينة، لكوني أبحث عن شيء معين أو لأتعلم شيئا جديدا يتناوله موضوع الكتاب لا أقرأ تقييمات.

لكن في حال القراءة لأجل التثقيف ومجرد الاطلاع على معلومات معينة أقرأ جميع التقييمات الإيجابية والسلبية وأحاول أن أقوم بمقارنى بينها آخذا بعين الاعتبار نفسية الناقد والمادح وانتماءاته ثم أقرر هل يستحق أن اقرأه أم لا، وحتى هذا لا يحدث كثيرا.

على أي أساس تختارون الكتب؟

غالبا ما أقرأ في كثير من المجالات وأصحاب الرأي المختلف، حتى تلك التي تعارض قناعاتي، وتخصصاتي لمجرد الاطلاع والتثقف، فالمجال ليس أساسا لاختياري الكتب، وإنما أختارها بناء على احتياجاتي، أو ترشيحات الثقات، والشهرة أحياناً.

نعم يا رغدة ، و أري انه ليست فقط تقييمات الكتب و لكن التقييمات و التعليقات علي أي عمل ( كتاب ، فيديو ، مقال....) تفسد متعة قراءته أو رؤيته.

التسويق الجيد يحتاج منا التقدير أحيانًا، بعيدًا عن الحكم المطلق عن الكتب التي يضع أصحابها صفحة آراء المشاهير عنه، والتي قد تكون منصفة أو لا، إلا أن الكاتب الذي عرف كيف يسوق كتابه ويصل إلى أكبر عدد من الناس، لديه مهارة تستحق أن ترفع لها القبعة، أما عن الآراء فأراك تحكمين بالمطلق أنه يتم شراؤها أو ما شابه ذلك، لكن هذا ليس بالضرورة، فقد قرأت كتبًا عالمية، وكانت بالفعل تستحق كل هذه التقديرات.

يمكنني أن أبدأ بالكتاب أو بالتعليقات ولكنني في الحالتين سأصل إلى النتيجة ذاتها، فحكمي على الكتاب ينطلق من تجربتي الخاصة ولا أٍمح للتعليقات إيجابية كانت أم سلبية أن تؤثر.

أتفق معك، صراحة لا أقرأ أي تقييمات للكتب قبل قراءتها لأنني بمرور الزمن تعلمت أن ما يعجبني قد لا يعجب غيري وأن الذائقة الأدبية مثلها مثل ذائقة الطعام فردية وتختلف باختلاف الأشخاص لذا الرأي النهائي في الكتاب هو رأيي أنا وقد أري كتاب متوسط المستوى على الرغم من تصدره لقائمة الأكثر مبيعا والعكس صحيح.

وبالنسبة لي اختيار الكتب له عدة عوامل من أهمها المؤلف نفسه، هل قرأت له من قبل؟ هل أحب مؤلفاته؟

وقد اختار الكتاب بناء على النبذة المختصرة في اخره أو بناء على الفئة التي ينتمي لها الكتاب أو بناء على ترشيح صديقة مقربة أثق في ذائقتها الأدبية