انتهيت من قراءة رواية ذاكرة الماء من تأليف واسيني الاعرج لهذا الشهر: وأنت ما كتابك؟

أخطط في الأيام القادمة أن أقرأ أصابع لوليتا رغم معرفتي بفحواها.

ولعلمك أنه يدرّس في فرنسا أيضا، والفرنسية لغته الثانية كونه أكاديمياً، لايمكننا الحكم على الكاتب باللغات المستخدمة، بل بجهلنا بتلك اللغات أولاً.

أسمحي لي يا مريم أن أختلف معك. أعلم أنه يدرس في فرنسا وأعلم أنه يتقن الفرنسية كما العربية ولكن أختلف بان تحاسبيني بجهلي بالفرنسية ولا تلومينه هو لأنه يكتب بلغة لا يعرفها كل عربي بل معظم العرب!! هذا خطأ برأيي لأني أعلم عنه أنه ينشر روايات و كتابات بالفرنسية للناطقين بها من أهلها فلماذا يكلفني أنا كقارئ عربي ما لا أطيق من البحث على جوجل وترجمة عبارت كثيرة؟!! هذا غاظني جداً منه الحقيقة. وهل علي أن أفقه كل لغات العالم لو افترضنا أن كاتب عربي ما يفقه الروسية فأفقه أنا الروسية أو يفقه الإسبانية فأفقه أنا لأجله الإسبانية؟! لا أعتقد أن هذا منطقي.

وكتابي هذا الشهر "الغابة النرويجية" لموراكامي، وبدأت أفكر في تركه، هل تنصحونني بإتمامه، أم لكم رواية أخرى ملؤها الشغف ؟

أسمع عن موراكامي كثيراً وأود أن أقرأ له شيئاً غير أنً الفراغ لا يتوفر. أما الغابة النرويجية لا أعلم عنها شيئاً؛ قد يخبرك باقي الزملاء ممن اطلعوا عليها.

الحقيقة لفتني إليها عنوانها ولفتني كذلك اسم واسني الأعرج لانني طالما سمعت به ولم أعرفه من اعماله. وأخطط لقراءة باقي أعماله تباعاً بإذن الله.غير أنه ليس من الإنصاف فعلاً أن يلوم مجتمع بأسره على معتقداته التي هو حر فيها - لانه طالما عاني من استعمار فرنسي بغيض يكرهه ويكره كل ما يمت إليه بصلة- ثم لا يلوم البطل - والكاتب هنا يضع كلامه على لسان أبطاله في كثير جدأً من المواقف - الذي يمثل آحاد الناس في لومهم على معتقداتهم. فهو يسفه منها ولا يحترمها وهذا ما لاحظته بشدة. هذا غير أنه يشيع قيم لا يتقبلها المجتمع برمته.

خلال هذا الشهر، قرأت بعض القصص القصيرة للكاتب المصري نجيب محفوظ، وأعجبتني كثيرًا. هل قرأت شيئًا من أعماله؟

نعم بالطبع واخطط ان أواصل بإذن الله. قرأت له أولاد حارتنا و الحرافيش وقصصها المتعددة وخمارة القط الأسود وثرثرة فوق النيل وغيرها مما لا أذكره باسمه. وأعتقد أنك سيعجبك جداً محفوظ لأنه يكتب بأسلوب بسيط لا عامي ولا فصيح ويبدع إبداعا في رسم شخصياته فتحس وكأنك تعيش في عالم بأسره اسمه عالم نجيب محفوظ.

أتفق معك ماريا في رأيك. الواقع و لذي علمته أن واسيني الأعرج ليبرالي متحرر جداً وهو ينادي بذلك ويضمن بل ويصرح بذلك في كل قصصه. حتى في رواية ذاكرة الماء هناك كثير من المواقف التي يشيع فيها رايه بالتفلت من العلاقات غير المشروعة حتى أن مريم ( ابنة البطل في الرواية والرواي نفسه) لم تأت نتيجة علاقة مشروعة موثقة بل نتيجة لقاء حب عابر. ما أدهشني انهما كانا يريدان أن يوثقا ذلك وحبيبته حامل بابنته فرفض ذلك المسئوول عن ذلك. فراح الكاتب - على لسان البطل هنا- يلومه ويقرعه ويصفه بالتخلف!!!! أي ظلم هذا لمجتمع باكمله لأنه لم يوافق هواك ومعتقداتك؟!!! إذا لم ترضخ لرأي المجموع فاخرج منه وارحل! هكذا كان إحساسي ساعة قراتها.

لم وصفت الرواية بهذه الطريقة، ألا تؤمنين أن الروايات هي جزء من الفن لإيصال المشكلات التي تحدث في المجتمعات من حولنا، وأنها من باب التوعية أو طرح قضية ما للرأي العام؟

 الزواج مجرد مؤسسة فاشلة تقتل المشاعر

ولماذا التعميم؟ هل لأنك قرأت رواية؟ في المقابل هنالك مشاريع زواج حققت نجاح كبير!

أنصحك بمطالعتها؛ فهي شيقة فعلاً وستعلمك عن المجتمع الجزائري في تلك الفترة المريرة من تاريخه. اما أغاثا كريستي فلم أقرأ لها شيئا لأني لا أحب الكتابات البوليسية بطبعي ولكن بوصفك لها يبدو أن سأقرأ لها وخاصة أنها أشهر من النار على علم.

و هناك أشخاص آخرون محترمون يقصدون بالمثل ( الرجال الذين حرصوا أشد الحرص على أن لا تمتد أياديهم إلى أموال الشعب رغم كيد الكائدين و شيطنة الشياطين ) 

شكراً على الإضافة الرائعة لانك أعلمتني السياق التي يأتي فيه هذا المثل. وأنا فعلاً قراته في الرواية بالمعنى الذي اوردته. فقد راح الكاتب يوصل بسيارته أمراة أرملة لشهيد حرب التحرير وهو بطل من الأبطال غير أن زوجته راحت لفقرها تعمل اعمالاً صعبة كالخدمة في البيوت وغيرها وتشتكي إلى بطل الرواية ( زوجي عاش ما كسب مات ما خلى.....) وقد قراتها أيضاً في سياق رئيس جزائري - بو ضياف على ما أعتقد- بانه كان نظيف اليد ولذلك المثل موضع فخر فيما أعتقد.

هل قرأت الرواية؟

أنا أيضاً لأتعرف عليه أكثر خلال قرائتي للرواية شاهدته على برنامح طيلة ساعة و وجدت أنه مثقف حقاً ولكن له توجهاته المتفرنسة قليلاً أو كثيراً وهذا ما وجدته فعلأً في روايته ذاكرة الماء.

وبالعموم في ردّي على مسألة الفرنسية فهذا أمر عادي طبيعي، الرواية تنقل ثقافة البلد التي يكون منها الشخص، لذلك بالجزائر يتكلّمون بالفرنسية كثيراً، متأثّرين بالاحتلال في زمانهم الماضي، هذا طبيعي، ولذلك هو يخرج طبيعته دون اصطناع ولا أجد في ذلك حرجاً، ألا تتصف الرواية السعودية بالكثير من الجفاف العربي مثلاً في كتابتها؟ الشعرية الصلبة؟ ألا تتصف الرواية اللبنانية أيضاً بالكثير من الفرنسية والإنجليزية أحياناً؟ عادي هذه الأمور، الرواية تبرز من نحن كما نحن بدون تجميلات التلفزيون وهذا أجمل ما فيها.

لا أتفق. لأنه هناك برايي فرق بين أن تضمن عبارات محلية باللغة الشائعة - العامية أقصد - مثل ما ضمن من امثلة جزائرية عديدة راقتني جداً وزادتني خبرة باللهجة العربية الجزائرية وبين أن تضمن عبارات فرنسية كاملة وجمل مفيدة لا غنى عنها لفهم السياق و فهم ما ورارء الكلمات! هنالك فرق! ولا عذر هنا أن الشعب الجزائري يفقه الفرنسية بالسليقة؛ فهو لا يكتب للجزائرين وإنما لعموم الشعوب العربية. أما مسالة جفاف الشعر العربي في الرواية السعودية مثلاً فهذا غير ذاك لأن الاول يكتب بالعربية ولكن فرق قدم وحداثة كلمات لا أكثر وهو مختلف عن لغة كاملة تضمنها روايتك. غير ان الفائدة الوحيدة غير معرفة السياق الكامل هو أنها أذكرتني باللغة الفرنسية وجعلتني أعرف عبارات جديدة بها.

نعم، قد يكون تفسيرك حقيقي وصائب خلود. فهو كاتب تاريخي بالطراز الأول وهذا يتضح من رواياته التاريخية الكثيرة. ولا يخلو كما أسلفت أنا من قبل بان لذلك فائدة وهي أنها تستفز ادمتنا لمعرفة لغة تعلمنا منها شيئا من قبل ونسيناها.

بالنسبة لي ليس المشكل هنا، بل المشكلة في عدم وضعع مسرد للمصطلحات في اخر الرواية يتم شرح الكلمات غير المفهومة، فكما قلت الرواية موجهة للقارئ العربي عالميا، ما يعني ضرورة توضيح كل الغوامض فيها اولا.

ولكن هل هناك روايات تاريخية - العالمية منها حتى - بها مسارد؟! يعني هذا اقتراح جميل وطريف لم يخطر على بالي. ولكن هل يمكن تضمين عمل روائي مسرد مثلاً؟!

الكاتب الجزائري "واسيني الأعرج" أذكر أنني قد ته‍ربتُ من الجامعة يوما، في الحصة الأخيرة فقط لألتقيه في معرض الكتب ، لكنه لم يأتِ! أما روايته المفضلة لي فهي"أصابع لوليتا" ..

جميل، أرغب في حضور فعاليات معرض الكتاب الدولي بالجزائر المزمع إجراؤها في ال 27 أكتوبر إلى الفاتح توفمبر القادم، ما رأيك في المعرض وهل تنصحينني بحضوره؟ لأنها ستكون تجربتي الأولى.

وكتابي هذا الشهر "الغابة النرويجية" لموراكامي، وبدأت أفكر في تركه، هل تنصحونني بإتمامه، أم لكم رواية أخرى ملؤها الشغف ؟

أحد أصدقائي قرأه حسب انطباعه الأول فهو جيد، لا يمكنني أن أنصح أو أضمن إعجاب غيري بها، فهذا أمر نسبي، حسب العنوان فهو ملهم، الغابة النرويجية تشبه إحدى روايات الرعب لذلك حركت فيّ الفضول لقراءتها، مؤخرا أصبحت أحب مشاهدة الأفلام المبنية على قصص وروايات كهاته فنقُص اهتمامي بقراءة الروايات وأصبحت أهتم أكثر بقراءة الكتب في اختصاصي.

وقعت عيني على هذا الكتاب أيضاً وأرجو أن أقرأه يوماً رغم علمي بمعظم ما يتناول مسبقاً ولكن في كم من الأيام لو تفرغت لكتاب يمكن أن تنهينه يا أمل؟!