كتاب ملاحظات نحو تعريف الثقافة: هل مجانية التعليم في بعض البلدان سببًا في تدني جودته؟

بناء على ذلك ماذا تعتقد هل مجانية التعليم فى بعض بلدان الوطن العربى ادت إلى انخفاض جدواه وتدنى جودته؟

بالتأكيد سوف يخلف لنا تعليم رديئ جدا، وواحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تأثير سلبي على جودة التعليم في الدول التي تتبع سياسة التعليم المجاني هي عدم توفير الموارد الكافية للمدارس والأساتذة والبنية التحتية اللازمة لتوفير بيئة تعليمية مناسبة وجذابة للطلاب.

ايضا قد نلاحظ بأن نظام التعليم المجاني في بعض البلدان معايير أقل صرامة في التوظيف والتدريب الأكاديمي للمعلمين ، مما يؤدي إلى نقص في الكفاءة والفاعلية التعليمية. وهذا يعني أن الطلاب قد لا يتلقون التعليم المناسب من المعلمين الذين قد لا يكونوا مؤهلين بشكل كافي لتدريس المواد بطريقة فعالة.

وقد لاحظت ايضا ان النظم التعليمية في الدول التي تمنح التعليم المجاني تعاني من نقص في الابتكار والتطوير التكنولوجي او حتى انهم لا تشجعهم على اكتساب مهارات او براءت اختراع.

التعليم حق لكل مواطن توفره الدولة وتيسره للجميع حتى سن معين

أتفق معك في هذا؛ لأنً التعليم كالماء و الهواء كما قال طه حسين. فلا يصح أن يُحرم منه فقير لفقره. وقد ينبغ فقيرٌ ويكون عوناً لبلده في عالم الابتكار و الأفكار على عكس كثير من الأغنياء المترفين الذين قد يهملوا التعليم لانه طوع بنانهم. وأنا أشاهد ذلك كل يوم؛ فالميسور الحال الذي يجد لديه كافة الإمكانيات قد يزهدفي التعليم ببساطة لأنه يضمنه ويضمن من يلقنه إياه. أما المحروم الفقير فهو يعض عليه آحايين كثيرة بأسنانه حتى يرفعه مما هو فيه. وأرى أن التعليم يكون حتى يرشد المتعلم ويخير في أن يكمل تعليمه العالي أم لا. وساعتها يمكن أن يوفر مصاريف تعليمه بنفسه إذا ما أراد التعليم. لا أوافق أن يكون التعليم في كل مراحله تعليماً مجانياً لأن ذلك فعلاً ما جعله رديئ القيمة مزهود فيه إضافة إلى عدم توافر ميزانية كافية للأنفاق على تحديث المعامل وشراء المختبرات و الأجهزة. فبعض الدول غير الغنية و غير ذات الثروات الطبيعية قد لا تطيق تحمل تكلفة تقديم تعليم ممتاز مجانياً.

بناء على ذلك ماذا تعتقد هل مجانية التعليم في بعض بلدان الوطن العربى أدت إلى انخفاض جدواه وتدني جودته؟

على الأقل في بلدي سوريا، أتمنّى لو استطعت استحداث قانون منذ فترة طويلة يُحتّم على الجميع أن يدفعوا لقاء الخدمة التعليمية، لقد اندهشت للحقيقة بين مستوى التعليم الخاص (مدفوع الأجر) والتعليم العام (المجاني) نحنُ نعتبر أنفسنا في البلاد لدينا نعمة كبيرة تقريباً بأننا نملك خدمة رائعة، تعليمنا ب 90% منه مجاني، ظللنا نتفاخر بهذه المسألة لفترات طويلة، وأخيراً؟ ما النتيجة؟

معظم الدول العربية التي تعتمد على تعليم مدفوع بجودة عالية أصبحت دول تُخرّج أشخاص بكفاءات عالية، لُبنان على سبيل المثال، بلد منهار تقريباً، لكن معظم تعليمه يحتاج إلى دفع على عكس سوريا، في السنوات الأخيرة أثبت اللبنانيين بالمناصب والأمور التي وصلوا لها في حياتهم أنّ هذا التعليم وهذه الجودة تشتغل فعلاً وأمر يجب أن نُطالب به، كما الحاصل في دول الخليج الآن.

يجب أن يكون التعليم مدفوعاً ويجب أن تكون سلعة غالية أيضاً (تماماً كالحاصل في أوروبا) سيسأل أحدهم: هل هُناك شخص عاقل بالعالم يُطالب برفع أجور أمر مجاني؟ أقول من يلاحق القيمة فعلاً يقوم بذلك، لماذا؟ لإنّ من يدفع عادةً لديه الحق وكل الحق للمحاسبة والمسائلة، سيرتفع بهذا تلقائياً حجم الدعم والجودة في كل شيء، بدخول المال ستصبح هذه الصناعة أرقى مباشرةً، صناعة العقول.

لكن أملك شرطاً بسيطاً في الأمر: يجب على الحكومات أن تُقدّم للعائلات قرضاً منذ سنة رضيعهم الأولى، حساب بالبنك يمكن أن يدّخروا به لأجل تعليم الطفل أو قرض عند حاجته لذلك ويجب أن يكون مسهّلاً، بذلك يصبح الجميع مرحّب به في الجامعات والمدارس من كل الطبقات.

بالفعل فإن مجانية التعليم في الكثير من المناطق العربية قد أدت إلى انخفاض جودته نتيجة العمل على فكرة الكل قبل الفرد . فالأنظمة التعليمية المجانية تقوم ضمنا على المصلحة الجماعية والغير فردية. فالاهتمام يكون منصبا على تأمين التعليم وإن بحده الأدتى لهذه الفئة من الناس وهو أمر لا نراه في فرص التعليم الخاصة التي تسعى إلى توفير التعليم على الأساس الفردي لكل فرد على حدى وهو الأسلوب لأنجح إذ أنه يراعي الاختلافات الفردية بين شخص وأشخص آخر وهو ما نحتاجه اليوم بشدة. ولا يمكنني أن أنبنى أيا من الأسلوبين إذ أن هناك حالات ينجح فيها التعليم المجاني وحالات أخرى يفشل فيها فشلا سريعا. وكلا الحالتين قد رأيتهما في المؤسسات التعليمية المحانية عندنا.

التعليم المجاني في الوطن العربي وجودته موضوع معقد ومتداخل بعض الشيء، ولا يمكن تبسيطه إلى مجرد مسألة مالية بحتة. هناك عوامل عدة تؤثر على جودة التعليم وجدواه.

يمكن أن يكون التعليم المجاني أداة فعالة لضمان حق الجميع في التعليم وخلق مجتمع متجانس. وفي بعض البلدان العربية أتاح التعليم المجاني للجميع فرصة التعلم وتعزيز فرص العمل.

مع ذلك، قد يؤدي التعليم المجاني إلى زيادة الضغط على الموارد والبنية التحتية للمؤسسات التعليمية؛ مما يسبب تدني جودة التعليم. كما أن الزيادة الكبيرة في أعداد الطلاب قد تؤدي إلى تكدس في الفصول، ونقص في الموارد التعليمية، مثل: المعلمين، والمواد التعليمية، وغير ذلك.

بالمقابل، قد يؤدي فرض رسوم على التعليم إلى تحسين جودته، حيث توفر الأموال الإضافية للمؤسسات التعليمية القدرة على توظيف معلمين أكفاء، وتحسين المرافق والموارد. لكن يمكن أن يعيق ذلك حق الجميع في التعليم ويؤدي إلى تفاقم التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية.

في النهاية، يعتمد اختيار الاتجاه المناسب على الأهداف والتوجهات السياسية لكل دولة. لتحقيق التوازن المثالي، يمكن للدول العربية السعي إلى توفير تعليم مجاني وجودة عالية عبر سياسات تعليمية شاملة تضمن توجيه الموارد الكافية للتعليم، وتحسين البنية التحتية، وتطوير المناهج والطرق التعليمية، إلى جانب التقييم المستمر للنظام التعليمي.

معظلة التعليم وجودته في وطننا العربي مسألة مركبة،ويصعب اختزالها في جانب واحد، إذ يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي بالثقافي بالاجتماعي، ولا يمكننا البتة اتخاذ مجانيته، شماعة نعلق عليها فشل الحكومات المتعاقبة على تسيير القطاع.

أنا مع مجانية وتعميم التعليم على جميع أفراد المجتمع في سن التمدرس، لنضمن تكافؤ الفرص وننهض بالمستوى التعليمي العام، ونقضي على الأمية التي تنخر مجتمعاتنا، ونكفل حق من الحقوق الأساسية لكل مواطن.

أما عن جودة التعليم، فهي مرهونة بالأساس بالإرادة السياسية الصادقة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وتوفير الشروط الضرورية لإنجاح العملية التعليمية، بدءا من البنية التحتية، والوسائل التعليمية : من مناهج عصرية، وادخال المعلوميات، والعمل بمنهجية وطرق بيداغوجية متطورة. وتكوين المدرسين تكوينا جيدا وتعزيز نظام المراقبين (المفتشين). وتخصيص ميزانية تليق بالتعليم وبناء الأجيال.

رأيي أنه يجب على الدولة أن لا تتخلى عن قطاعي التعليم والصحة لأنهما عماد الوطنية وبهما يتعزز الانتماء إلى البلد.

عندما سبق الاتحاد السوفيتي الامريكان بالوصول للفضاء...

كان الحل عند الامريكان هو التعليم المجاني لتقليص الفجوة.

[ بشكل مختصر. لتعقيدات النظام الامريكي ].

اذا اخذنا مثال من الحاضر. سويسرا ( صاحبة اعلى معدل براءات اختراع بالنسبة لعدد السكان) تعليمها مجاني بالكامل . ولكنهم يحفذو اغلبية الطلاب لطريق التعليم المهني حيث طالب كهربجي يأخذ مرتب اثناء التدريب ١٥٠٠ دولار. ويصل للتعليم الجامعي من يحب العلم ويستطيع التخلي عن تحقيق دخل حتى التخرج