هل سبق لك أن تخيلت أن تحيا بداخل "الإنترنت" وتتجول عبر المواقع وتستفتي "جوجل" Google وجها لوجه كحياة حقيقية وليست من وراء شاشة؟

حسنا .... في رواية "بلاد تركب العنكبوت" للكاتبة "منى سلامة" أخذتنا الكاتبة في هذه الرحلة الخيالية، حتى أننا نكاد نتخيل العم جوجل وترسم ملامح وجهه وكأننا نعيش معه فعليا!

لقد دفعني هذا للتأمل في واقعنا الحالي بعد انتشار الواقع الافتراضي، ووسائل التواصل الكثيرة والمختلفة والمتنوعة.

الواقع الحالي يظهر لنا تناقص الحياة الواقعية يوما بعد يوم، وانغماسنا في التكنولوجيا والإنترنت يزداد تدريجيا، حتى أننا بتنا لا نعرف كيف نقضي يومنا بدون التكنولوجيا، ولا نكاد نعرف حتى الأشخاص المحيطين بنا إلا بالقدر القليل!

الحقيقة أن الرواية طُرحت حتى قبل ظهور ما يسمى ب"الميتا فيرس" Meta verse وتناولت ما يشبهه قبل أن يُطرح، فهل يعني تطور الميتا فيرس أن مستقبلنا أصبح رهين الإنترنت وبداخل المواقع؟ هل سنصل إلى تلك النقطة التي لا نعرف فيها كيف نتصافح في أرض الواقع وكيف نتقاسم الألم ونتشارك النجاح ونتكاتف لتحقيق الهدف؟

هل ترى أن التأثيرات الإيجابية لسيطرة التكنولوجيا على حياتنا يغطي التأثير السلبي لها؟ أم أن الأمر يدعو لدق ناقوس الخطر بالعودة ولو قليلا لواقعنا الملموس؟