في الآونة الأخيرة بعدما شهد العالم موجة صحية شديدة, عانى العديد من الأشخاص من أزمات وأمراض نفسية كنتيجة للخوف الذي كان يسيطر على مقاليد الحياة اليومية والنفسية لهم. والذي جعل العقول البشرية في صراع مع الخوف والهوس والهلع المستمر. وهذا ماتناقشه الكاتبة "كاي ردفيلد جاميسون" في كتابها، عقل غير هادي.

التي ترى أن الخوف قد يؤدي إلى الاكتئاب ومن ثم إلى الهوس المرضي. إلا أنها ركزت في إحدى أفكار الكتاب على مسألة نظرة المجتمع للمرضى العقليين ومن جهة أخرى إستعمال الأفراد لمصطلحات غير إنسانية قد تؤثر على الصحة النفسية للمرضى. ينشأ هنا سؤالا: هل إزالة وصمة العار للمرض العقلي تنتج بمجرد تغيير المصطلحات أم ببذل الجهود لتعليم المجتمع ثقافة العلاج النفسي؟

الكاتبة كاي ردفيلد جاميسون تؤكد أن، إستعمال كلمات ك" مجنون، معتوه، مختل، غريب الأطوار" تؤثر سلباً على المرضى، برهنت ذلك على أن لابد من التفريق بين " الصواب من المصطلحات والمقبول لغويا''، فهذه الكلمات تديم عدم احترام الذات والشعور بوصمة العار. وفي الحقيقة أن التلفظ بها قد يخلق لنا تفاقم وآثار حادة بعدم تقدير الذات للمريض العقلي أو المضطرب النفسي. في حين ترى من جهة أخرى، أن عامل هيكلة الثقافة المجتمعية لها دور في إزالة وصمة العار والشعور المتنامي عند المرضى بالنقص. لذلك تعتمد الكاتبة على الحاجة العميقة لتغيير الانطباع الشعبي عن المرض العقلي.

يبدو أن الكاتبة لم تكتفي بذلك بل استشهدت لتقوية حججها بقصة واقعية لصديقها الذي خرج من مستشفى نفسي بعد نوبة هوس حادة حيث أنه أرغم فيها لحضور جلسة علاج جماعي مصممة لنشر الوعي اللغوي للمرضى لحثهم على عدم الاستمالة لتأثير اللغوي للمصطلحات على حالتهم النفسية.

في هذا الصدد نطرح إشكال: هل تؤثر فعلا الضغوطات النفسية والاجتماعية على المرضى العقليين ؟ وهل تعتقد أن ثقافة العلاج النفسي في المجتمعات لاتزال في أولى للتشافي من المصطلحات السطحية والغير إنسانية ؟