ملعونة هي الشهرة ! هذه هي الجملة التي استهل بها أحمد الشقيري حديثه عن الشهرة في كتابه خواطر 2، فهو إعلامي و صاحب سلسلة برامج لاقت رواجاً و قبولاً كبيراً بين المتابعين العرب، لذلك فهو أحد من ذاق هذه الشهرة و تشرّب سلبياتها و إيجابياتها .
يقول أحمد الشقيري أن الشهرة ملعونة، لأنها تفقد الفرد خصوصيته في الحياة، هذه الميزة التي تعد ميزة مقدسة للإنسان، أن يتمتع بخصوصية و حرية ممارسة حياته دون أن يكون مراقباً على الدوام ، الشهرة تنزع منك ذلك ، فمن يخطئ في منزله مستوراً بين الناس، ليس كمن يخطئ في العلن و يتلقى كماً من الهجوم بلا رحمة .
و أشار أيضاً أن هذه الهالة لن تلاحق المشهور بمفرده، بل حتى أقربائه و أصدقائه ، سيعانون من المضايقات و التطفل دون أن يكون لهم أي دور في العلن ، و هذا أكثر ما يزعج المشهور، أن لا يشعر أحبائه بالراحة معه و أن ينتابهم الحرج من نظرات الناس التي تكاد تخترقهم ، و ربما من كاميراتهم .
لعنة أخرى ستحصل عليها من الشهرة و هي الأصدقاء ! و كيف يمكن أن يكون الحصول على أصدقاء أمراً سيئاً ؟
حسب الشقيري ، فإن أصدقاء الشهرة ليسواْ دائماً أصدقاء حقيقيون، بل الكثير منهم مجرد شخصيات مقنعة بقناع الصداقة و متلونة بألوان المحبة، سيكون بينهم من يدعي محبتك ليستفيد من الأضواء المسلطة عليك، و سيكون منهم من سيحاول إسقاطك في الخفاء منتظراً منك أصغر ثغرة لينقض عليها كالذئب .
ماذا عن العالم الخارجي للمشهور ؟ سيستقبل العديد من التسهيلات في معاملاته اليومية ، و سيتلقى كماً التعليقات الودودة و المتملقة التي تخبره كم أنه إنسان عظيم، و هو ما يظنه البعض ميزة جذابة لا يحصل عليها إلا محظوظ و لكن الأمر ليس كذلك، كيف له أن يعرف أن ذلك الذي ابتسم في وجهه قبل قليل لن يشتمه بعد أن يتوارى عن نظره، و كيف لك أن يكون متأكداً من أن ذلك الذي ساعده في تسيير عملك لا ينتظر مصلحة منه ؟
يصفهم أحمد الشقيري بالسراب ، نعم هم سراب جميل للغاية ، يجاهرون بحبهم لهم و لكن تلك ليست حقيقتهم .
أحمد الشقيري واحد فقط ممن جربواْ الشهرة و خرجواْ ليسردواْ للناس ما وجدوه من مساوئ فيها ، فنجد في الآونة الأخيرة الكثير من المشاهير في مختلف المجالات يخرجون لنا في هيئة مختلفة عما اعتدنا عليه ليروواْ لنا معاناتهم مع الشهرة، البعض منهم يكشف عن اصابته بالإكتئاب، و البعض منهم يعلن عن اعتزاله و يختفي ، و البعض منهم يحاول الإنتحار !
في النهاية أود أن أقرأ آرائكم حول هذا الموضوع و هل الشهرة نقمة في حياة الإنسان ؟ و هل تمنيتم يوماً أن تصبحوا مشاهير ؟
التعليقات