في مجتمعاتنا الشرقية غالباً ما نتصرف ونتخذ القرارات ونضع الأولويات حسب عادات وتقاليد وثقافات المجتمعات. حتى وإن لم تتفق تلك الثقافة مع أفكارنا أو شخصياتنا وطموحاتنا نشعر وكأننا مجبرون على اتباع عادات البلد والعيش كما يعيش كافة الناس.
ربما لأنه لو حصل وتصرفنا بشكل ينافي العادات سيتم اتهامنا بالكثير من الاتهامات ونسمع الكثير من العبارات مثل:"من يظن نفسه؟". لكن هل توقفنا للحظة للتفكير بكيف يؤثر هذا الشيء على حياتنا؟ أنا أعني التصرف بشكل يلقى إعجاب المجتمع لا قناعاتنا الخاصة.
أذكر أنني عندما كنت في الخامسة عشر من عمري كنت أواجه العديد من المشاكل مع عائلتي لأن لديّ أفكاراً وطموحات وأحلام مختلفة عنهم. كانوا دائماً يستخدمون معي جملاً مثل:"استمري في الأحلام التي لن تصل بك لشيء." كنت ولازلت أعاني من قصة اختلاف تفكيري وحبي للتصرف بطريقة تختلف مع المجتمع الذي أعيش به. ففي بعض الأحيان عندما أشعر أنه من الواجب التصرف حسب التقاليد أجد نفسي بعد فترة مصابة بالاكتئاب وفقدان الشغف. لم أكن أفهم لماذا يحصل ذلك أو ما العلاقة حتى قرأت جملة لجوستاين غاردر من كتاب عالم صوفي يقول فيها: من المستحيل أن يكون الإنسان سعيداً إذا تصرف عكس قناعاته.
من ذلك الوقت وأنا أسأل نفسي إن لم أكن سعيدة في العيش على حسب قناعات المجتمع، ما الذي يمنعني من أن أعيش حسب قناعاتي الشخصية؟ هل كلام الناس أو نظرتهم الغريبة لي؟ هذا كله لم يعد مهماً بعد الآن بالنسبة لي. صرت أتصرف كما أحب وأخطو نحو الطموحات التي أحلم بها دون أن تفكير بما سيقوله الناس. فالرسول نفسه تم اتهامه بالسحر والجنون رغم عظم الرسالة التي يحملها، ألن يتهموني أنا الآن؟
باختصار، لم تعد قصة العيش حسب قناعات المجتمع تشكل هاجساً بالنسبة لي. هل هي كذلك بالنسبة لكم؟ إن كانت إجابتكم بلا فكيف تخلصتم منها؟
التعليقات