توقفت عند مقولة يوسف إدريس التي يقول فيها:

أن تؤلف كتابًا، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً، أن يختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة.

في ضوء هذه المقولة يرى الكاتب أن المجد كله هو في كتابة كتاب تمكن فيه المؤلف من الوصول إلى قلب أي شخص، في أي مكان، حيث لا يكتب الكاتب لشخص بعينه، بل هو يكتب لكل إنسان مهما كانت صفته وشكله وعرقه.

حيث يتوقف هذا الشخص عند سطرٍ ما، ليهتز له قلبه، فتعود به الذاكرة لموقف يشبهه، أو ذكرى تؤلمه، ربما تتساقط دموعه، وفي حالة أخرى ربما يقرر أن يغير حياته.

هذا الكاتب الذي يتمكن من هز وجدان أي شخص غريب، هو الكاتب الذي يحق له أن لا يتوقف عن الكتابة، وذلك هو الأدب الذي يستحق أن يبقى.

ربما الآن تحاول تذكر كتاب قرأته في وقت معين، فشعرت بأنه قلب شعورك، وقلب حياتك، وعشت معه أسطرًا من الحنين، أو الذكرى، أو الدهشة، أو قررت بسببه أن تتغير.

من تلك المقولة التي قالها يوسف إدريس، استجمعتُ ذاكرتي لأتذكر كتاب غير نوعا ما في تفكيري، فقد كان أول كتاب أقرؤه مختلفًا كليًا عما عرفته من قبل، كان اسمه كتاب خطط لحياتك، لصلاح الراشد، كتاب ليس مكتوب به شيء كثير، لكن منه بدأت أبحث عن لماذا نخطط لحياتنا، وتنبهت لحقيقة أن الإنسان يمكنه أن يصير مثلما يريد، وأن يحقق المعجزات.

للأسف لم يكن الكتاب لي، لكنني بسببه تعلمت أن أخطط، وأن أضع لنفسي أهداف، وأن أسعى لتحقيقها.

تقريبًا هناك كتب أخرى تمكنت من تغيير تفكيري أيضًا، فقد كنت أحب قراءة سير الحياة الشخصية للكتاب، وهذه الأنواع جعلتني أحب أن أترك شيئا ما، بل حمستني جدًا لأن أغير من حياتي وأسعى للأفضل.

وأنتم ما رأيكم بمقولة يوسف إدريس؟ ما هو الكتاب الذي غير فيكم، وهز مشاعركم؟