تتحدث الرواية عن فتاة غامضة مُختلفة الطباع تُصنف في مدرستها الجديدة على أنها غريبة الأطوار، فهي تلبس ملابسًا غير تقليدية، تضع زهورًا بشعرها، وتصطحب فأرها الأليف للمدرسة، تتصرف بعفوية ولا تضع اعتبارًا لما سيقوله الناس عنها، في البداية بعض الطلاب أعجبوا بغرابتها ثم تحول هذا الإعجاب إلى إنزعاج ورفض وتنمر ، فقاموا بتجاهلها وتوقفوا عن التحدث معها والجلوس بعيدًا عنها، لذلك حاولت أن تتغير لتكون مثلهم ويتقبلونها بينهم، فغيرت اسمها لـ"سوزان" وغيرت من أسلوبها وطريقة لبسها، لكنها اكتشفت أنه لم يحبها أحد حقًا وأنها خسرت نفسها.
هذه القصة وبالرغم من أنها تتحدث عن فتاة في المدرسة إلا أنها تسلط الضوء على معانٍ عميقة، منها كيف يتعامل المجتمع مع الشخص المختلف وكيف قد يتم التنمر عليه ، وكيف قد يتنازل الشخص عن نفسه ومبادئه من أجل أن يتم تقبله من الآخرين، وحينها قد يكتشف أنه قد أصبح نسخة مشوهة من نفسه، فلا هو ذاته القديمة التي ترضيه، ولا هو ذاته الجديدة التي يرضى عنها الناس.
فالكثير منا عند دخوله لتجربة أو مكان جديد قد يجد نفسه مختلفًا أو غير مرحب به، ليقف مع نفسه متسائلًا هل الخطأ بي أم بهم؟ هل أجاريهم وأخسر نفسي أم أظل كما أنا وأخسرهم؟ ، قد يكون حدث هذا لعدد منا بالفعل سواء مع دخول الجامعة أو الذهاب لعمل جديد أو حتى الانتقال للسكن بمكان مختلف.
فلماذا لا يقبل المجتمع الشخص المختلف بسهولة؟
التعليقات