مكتبتي المضيئة (4): لماذا فاقد الذاكرة لا ينسى عاداته و لغته أو حتى كيف يتحدث؟

10

التعليقات

أعتقد أن الموضوع برمته يحتاج لثقافة ووعي ونضج من أجل أن يبدأ المرء في عادة جديدة، فالتغيير ليس سهلا، والحاجة لتخطي ثلاثين يوم، تعني أنك سوف تمر بعقبات كثيرة، أولها التسويف، الملل، استعجال الثمرات، اليأس، وغيرها من الأمور.

أظن أن اكتساب عادة جديدة ليست بتلك السهولة، لكن الإقلاع عن عادة سيئة هو الأصعب.. يقال في الكتب دائما أنه لابد من ٢١ يوم من أجل الإقلاع عن عادة سيئة، والعادة الجديدة المكتسبة تحتاج ل ٩٠ يوم من أجل أن تصبح عادة راسخة ومستمرة في الحياة.

والزمن لا يعتد به لكل الأشخاص، فشخص ما قد يتمكن من تجاوز العادة أو ترسيخها بأقل أو أكثر من هذا الوقت المحدد في الكتب.

الشيء المؤكد والذي لا يختلف عليه اثنان أنه إذا رغب الشخص فعلا بأن يفعل عادة سيستطيع ذلك بالتأكيد.. وسوف يجد سبيل له.

السؤال الذي طرحته عن العادة التي أريد أن تكون منهج حياة لي، هي ممارسة المشي، وصراحة أنا مقصرة في هذا الجانب.. وأتمنى أن تصبح عادة راسخة.. ولكني للأسف لا أفعل شيء حيال ذلك.

أجد تناقضا هنا. من جهة تقولين

الشيء المؤكد والذي لا يختلف عليه اثنان أنه إذا رغب الشخص فعلا بأن يفعل عادة سيستطيع ذلك بالتأكيد

ومن جهة أخرى

أتمنى أن تصبح عادة راسخة.. ولكني للأسف لا أفعل شيء حيال ذلك.

حسب رايك ما الذي يحول التمني الى فعل مصاحب؟

لا يوجد تناقض.. قلت أن الشخص الذي يريد ويرغب في فعل الشيء سوف يفعله، ولن يضع لنفسه أعذار.

والشخص الذي يريد بناء عادة جديدة، وهي أن يمشي كل يوم، هو سوف يمشي كل يوم، حتى لو كان لديه ملايين الإلتزامات، وسوف يجد الوقت لذلك، بل سيفعل كل جهد من أجل أن يرسخ هذه العادة.

بينما في قولي أنني أتمنى أن تصبح عادة راسخة لي، هذا مجرد تمني، وأنا لا أفعل شيء ليتحول لحقيقة وواقع..

والسبب في ذلك أنني أضع الأعذار، والتمني يظل أمنية طي النسيان، ربما أتذكرها من وقت لآخر!

قرأت مقولة لوالت ديزني تقول فيها: إنّ طريقة البدء هي التوقف عن الكلام والبدء في العمل.

الذي يجعل الأمنية تتحول لعادة.. هو الفعل ذاته.

يعني أن تضع هدف محدد واضح، ثم تقوم بممارسته، والإلتزام به، ووضع مكافأة لنفسك على الإنجاز.

كل ذلك يحتاج لخطوات عملية، ولا يكفي أن أخبر نفسي أنني أتمنى فعل ذلك، بينما أنا أجلس على السرير، وأركب سيارة كلما خرجت.

لقد وقع موضوعك على الجرح يا عفاف ..

لقد ذكرتني بروبرطاجات كنت ڨد شاهدتها لمسنين فقدو الذاكرة منهم من نسي كل شيئ حتى اعزاءه وبقي يتذكر انه كان مؤدنا حينما وقت الاذان فإنه يؤذن بأعلى صوته سبحان الله . وشاهدة اب فقد ذاكرته وحين تردد له نشيد كانت تردده معه في مامضى فإنه يتذكرها ويردد معها ،نستنتج ان الاشياء التي حفرت في ذاكرته لا تنسى رغم المرض او كبر السن

حتى بعض حالات مرض الزهايمر عفاف يمكن للمصابين به قيادة المركبة ولا ينسى أساسياتها، لكنه ينسى الاتجاهات والأماكن،

الفكرة في النمط الذي ترسّخ مع الزمن في أعمق مراكز الدماغ لدينا، ربما من ناحية طبية سيفسر الأمر بتحليل أجزاء الدماغ، ومسئولية كلّ جزء/منطقة.. لكنه بمنظور آخر قريب من حالة حفر تلك التفاصيل في اللاوعي أو ربما بعبارة أخرى العقل الباطن لدينا.. كذات رائحة عطر حين نشتمّها نتذكر شخصاً بعينه، أو صورة معينة تلتصق بذكرى.

في إجازة الأسبوع الماضي تابعت فيلماً روسياً اسمه الشبح، كان جيد نوعاً ما، حيث ناقش هذه الفكرة بشخصية البطل الذي تمّ حقنه بمجموعة من المواد التي جعلت منه شخصاً آخر، كأنه آلة قتل بشرية دون مشاعر أو أحاسيس لتكون نقطة ضعف البطل امرأة حامل (مطلوب قتلها) منعته من ممارسة المهمة المطلوبة لترتبط هذه الصورة بذهنة بخيال امرأة لا يعرفها تبيّن فيما بعد أنها زوجته التي ماتت والتي كانت في نفس المرحلة من الحمل.

المغزى، هنالك نقطة في عقولنا أبعد من الإدراك، وكأنها الصندوق الأسود الذي يحتفظ بكل التفاصيل التي نعتقد جدلاً أننا تجاوزناها، لكن في مرحلة ما، وبشكل أو بآخر تظهر على السطح لتترك الأثر الذي لم نعتقد أنه سيكون موجوداً.

بمجرد رؤية حجم الكتاب يسبب لي تقاعسا لقراءته، بالرغم من أن العنوان والملخص يدفعان للإطلاع عليه.

المقولة التي أرها تشرح قصة الرجل هو ما قاله مارك توين " العادة … هي فعل نقوم به دون تفكير"، لذلك من الطبيعي أن يقوم بفعل أشياء إعتاد عليها بدون حتى أن تعمل ذاكرته على تذكرها، لكن ماذا لو تحولت تلك العادة تمثل سجنا لصاحبها، سأبوح لك يا عفاف أن بعض لعادات على قدر فعاليتها والإنتاجية التي يكتبسبها الفرد إلا أنه تشعر بالجنون أحيانا، عندما يكتسب الإنسان عادة الإنضباظ ويجعل الوقت مقدسا له، مع مرور الوقت لو تأخر في موعد أو حدث ظرفا سيجن، صدقيني هذا الأمر يحدث حقا، خصوصا في بعض اللحظات الممتعة والحفلات التي تحدث مع الإنسان نادرا لكنه لا يقدم لنفسه فرصة الإستمتاع لأنه مشغول في كل الأوقات، عادة الإنضباظ قد تكون مكلفة أحيانا في حياة الفرد.

 ما هي العادة التي تخطط لبدئها وما الدليل والمكافأة التي تريد وضعها لها؟

عادة الصمت وضبظ النفس، والإستماع أكثر، لأنني أتحدث كثيرا، وأتصرف في بعض المواقف بدون تفكير، يعني بعفوية.

إنّ أهمّية العادة وقوة تأثيرها في حياة الفرد من المواضيع التي تحدث عنها خبراء التّنمية الذاتيّة كثيرا، ولو ألقينا نظرة على حياة النّاجحين في مختلف المجالات فسنجد أنّ عاداتهم اليوميّة هي عامل نجاحهم و سرّ استمرارهم في ذلك النّجاح والحفاظ عليه، ولهذا نجد أن ستوفن كوفي خصّص كتابا كاملا بعنوان "العادات السّبع للنّاس الأكثر فعاليّة" ليبيّن أهمّية العادة وآثارها بعيدة المدى والّتي بإممانها تغيير حياة الانسان كليّا. وهذا ماهو إلّادليل على قوّة العادة في حياة الانسان.

عن نفسي أريد اكتساب عادة النوم باكرا والتخلص من السّهر لأضراره الكبيرة، أمّا عن المكافأة فلم أجد بعد واحدة تحفّزني للظّفر بها، إن كان لدى أحد فكرة حول مكافأة مميّزة تشجّعني فلا يبخل بعرضها عليّ وسأكون شاكرة له.

لا ليس لسبب تافه، أحيانا أنجز واجباتي وأحيانا أقرأ كتابا، المهمّ أنني أستغل ذلك الوقت فيما هو نافع،ولكنّني أدرك أهمّية الاستيقاظ باكرا وبركة ذلك الوقت ، وأن ما أنجزه في عدة ساعات متأخرة بإمكاني الانتهاء منه في ساعة أو ساعتين من الصّباح لما يتميّز به ذلك الوقت من صفء للذهن ويقظة للعقل وسكينة وهدوء.

سبحان الله،هذا ما أشعر به تماما، من الجميل أنني وجدت توأمي في هذه النقطة، ظننت أنّني الوحيدة التي رغم نومي باكرا أحيانا إلّا أنّني أستيقظ متعبة رغم ذلك.

صحيح تماما ما قلته، على كلٍّ تنظيم الوقت هو أهم شيئ وهذا ماسأحرص عليه .

شكرا لك عفاف، سعيدة لوجود شخص يقاسمني نفس العادة والشعور^^

أهلا عفاف

آسفة، لا وقت لدي للإجابة عن أسئلتك المهمة. لكنني باختصار أرى أن للعادات قوة كبيرة، أقول ذلك عن تجربة.

هل تنصحين بقراءة الكتاب؟

يا لسؤالي البليد، إنه في مكتبتك المضيئة.

طبعا، إذا ما تذكرت.

ذاكرة الانسان ليست مثل الكمبيوتر، حيث هناك "رام واحدة" تخزن المعلومات واذا اغلقت عنها الكهرباء خسرت كل ما تحفظه

في الواقع اظن ان الاعصاب لها جزء كبير من هذا الدور، والنسيان لايلمس الاعصاب! لكن مرض الاعصاب يجعل اعضاء الجسم غير قادرة على تذكر كيف تفعل ماكانت تفعله حتى لو كان الدماغ يرسل الاشارة الصحيحة لذلك

اللاعبون، والرسامون، والفنانون، وحتى الجيمرز (لاعبي الفيديو خصوصا في العاب اطلاق النار التي تتطلب تركيز وسرعة عالية جداً تقاس بالملي ثانية) كلهم ترتبط امورهم هذه ب"ذاكرة الاعصاب" وليس "ذاكرة المخ" ولهذا تقول بعض الدراسات أن لاعبي الفيديو المدمنين لديهم قوة ملاحظة للامور الدقيقة اكبر من الانسان العادي، وقوة تركيز اكبر، وسرعة اتخاذ القرار بشكل افضل واسرع وبالطبع هذه ليست جزمية (اي ان السبب ليس اللعب لوحده اصلاً لكنه احد العوامل المؤثرة)

في تقنية المعلومات، افضل تقنية ذكاء اصطناعي اسمها "الشبكات العصبونية - neural network" مأخوذة من مفهوم الشبكة العصبية البشرية في نقل المعلومات وتحديد النتيجة المطلوبة

عنك أنت، هل تعتقد فعلا أن للعادات قوة تترسخ بشكل يهزم حتى فقدان الذاكرة

سأقول لك يا عفاف ما هو أغرب من ذلك، جد أمي عانى من الزهايمر في سنواته الأخيرة، نسي تقريبا كل شيء حتى ابنته التي هي جدتي، إلا إنه لم ينسى آية واحدة من كتاب الله، حتى أرقام الآيات لا يخطئ فيها.

هي أيضا قوة العادة، قراءة يومية وحفظ واستمرار بمتابعة الحفظ، الجميع انبهر بجد أمي والأطباء كانوا يستغربون حالته.

والتفسير العلمي الممكن، هو أن العادة لها وجود مادي في الدماغ عبارة عن وصلات عصبية تتكون بفعل تكرار العادة، ول تنهار تلك الوصلات العصبية عند حدوث مشكلة في الدماغ،قد تنزوي في مكان ما بالدماغ ولكنها تظهر فور تحفيزها.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.7 ألف متابع