عند ذكرك لقصة أليس هذه، تذكرت موقفاً حصل مع طفلي البالغ من العمر 3 سنوات فأنا يومياً اقرأ له قصة قبل النوم من باب توسيع مداركه وجعله محباً للقراءة

وفي احد الأيام و بينما كنت منشغلة عنه لخمس دقائق قام بوضع كرسي بجانب النافذة و ارتدى حول عنقه وشاحاً احمر ، و بينما هو يحاول فتح النافذة ليقفز منها.. امسكت به و الحمدلله

فقال لي " ماما لا تخافي علي.. سأطير مثل باتمان !!! "

و منذ ذلك اليوم قد منعته من مشاهدة التلفاز و استبدلت القصص الخيالية بقصص واقعية تناسب تفكيره

ما اردت اخبارك به ان لكل نوع من القصص سن معين من الأطفال لمشاهدتها، فلا اعتقد أن قصة خيالية كهذه سيصدقها طفل في العاشرة من عمره.

فى رأيى أن الخيال الخالى من الحدود وتصوير الطفل أنه عملاق، أو أنه يستطيع التصرف مثل الأسود وغيرها من الحيوانات هو ما يجذب الأطفال ورغم اختلاف طبيعة الأطفال على مر العصور فإن الشئ الذى لم يختلف هو كونهم واسعى الخيال يندمجون مع أى شئ خارج المنطق. وهذا ما رأيته مع أخى البالغ من العمر ٧ سنوات فهو من صغره يعشق أفلام الكارتون والخيال حتى وصل به الأمر إلى التحدث باللغة العربية الفصحى!

أصبح كل من يكلمه أنا سأفعل كذا من الأسد أو مثل بين تن!

تجدينه يشبه نفسه بكل ما هو خيالى مثل الحيوانات والشخصيات الكرتونية ومن أكثر الشخصيات تأثيراً فيه هو بين تن فقد كان يتقمص دوره ويتخيل أن لديه ساعة فى يده تحوله إلى عدة أشخاص.

وهذا أتعبنا كثيراً بعد ذلك، لأنه دائماً لا ينظر للواقع ولا يفكر بشكل واقعى!

لذلك أرى أن تجريد القصص من الواقع تسبب فى تداخل الأمر لدى الأطفال، هل استطاعت إحدى الشخصيات روان أن تسيطر على شخصيتك فى الطفولة؟

لا احب ابدا قصص الخيال المجرد، فبجانب كونها تأثر سلبا على الطفل، فهي لا تحتوي على أي فكرة أو عبرة وبالتالي تصبح لا معنى لها ولا فائدة ترجى منها، كما انها تجعل الطفل ينمو منقطعا عن الواقع بشكل كامل

نعم اتفق معهم بجعل حكايات الاطفال حالة من الخيال البحت والمغامرات وكل ما لا يتخيله عقل الإنسان ،ولكن حتى سن العشر سنوات فقط لاغير ،بعدها يجب عرض افلام تجمع بين الخيال والواقع مع تعلم الأخلاق الحسنة للاطفال حتى يمكن تنشئة الطفل تنشئة سوية وقويمة ولايصطدم بالواقع فى سنون مراهقته.

أعتقد إن نجاح أليس ربما لغرابة الخيال فيها ،فالكاتب لم يضع حداً لحدود خياله ،وهذا يذكرنى إيضا بروايات هارى بوتر ،فالكاتبة إيضا لم تضع حداً لخيالها ،فعند تحويل الرواية إلى فيلم نجحت نجاحاً باهراً .

قصة أليس في بلاد العجائب من اجمل مسلسلات الطفولة الكرتونية. تابعت القصة كفيلم وكمسلسل كرتوني وحتى فيلم عادي، ولا امل من مشاهدته مهما بلغت عدد المرات التي شاهدته بها!

هل تتفق مع النقاد أم تجد أنه نوع وشرط يجب أن يحدث في قصص الخيال كما الواقع؟

بطبيعة الحال لا احبّذ المشاهد التي تحتوي على عنف خاصةً تلك الموجّهة للأطفال، لكن هل كانت فعلًا مشاهد أليس العملاقة مزعجة وتحث على العنف؟ ربما النقّاد قد بالغوا بذلك قليلًا بالمقارنة مع محتوى الأطفال هذه الأيام!!

هل تتفق مع تجريد حكايات الأطفال من المنطق والواقعية ومزجها بعالم خيالي بحت؟

الخيال متعة الأطفال، هم يعيشون في عوالم خيالية خاصة بهم، لكن من المهم ان نُشير لهم بأن ذلك خيالًا وليس حقيقة، كي نتجنّب العديد من العواقب.

اليس في بلاد العجائب واحده من القصص المفضلة لدي ولا امل ابدا من من قراءتها وفى اعتقادي ان السبب في شهرة ونجاح القصص الخيالية وخصوصا اليس هو بسبب لخيال فالأطفال دائما التخيل وتحب ان تسرح في الأوهام والتخيلات بسبب عدم اكتمال النضج العقلي لديهم

هل تتفق مع تجريد حكايات الأطفال من المنطق والواقعية ومزجها بعالم خيالي بحت؟

القصص واحدة من الأشياء التي يتعلم بها الطفل فجعل القصة واقعية فقط يجعل الطفل غير قدر على فهم المعنى التي فيها بسبب عدم اكتمال نمو العقل واذا جعلنها خيالية بحته فسيصدم الطفل من الحياة عندما يكبر لان تخيلاته عن الحياة كان مختلفة في صغره

وانا مع المزج بين الخيال والواقع

اعتقد أن جزء من انتشارها هو سببه بالأساس عدم تحجيم عقل الطفل، فالأساس نحن نقوم بالقراءة أو الكتابة نقوم بالبحث عن الواقعية، وهذا ما لم يقم به الكاتب، لم يحجم مخيلة الطفل وهو يكتب ولم يقرر تحجيم الطفل القاريء له

بداية من كاتب هذه الرواية ومع وجود الشهرة كحلم لكثير من الناس وتضحياتهم بكل شيء ليحصلوا عليها إلا أن تشارلز دودجسون الرجل الإنجليزي والعالم المتدين والخجول كتب روايته تحت اسم مستعار وهو لويس كارول ربما حقا بسبب كرهه للشهرة أو لعل خوفه من الفشل هو السبب من يعلم!

قبل فترة سمعت مقولة: قد يكون التهرب من الشهرة شهرة!

أخبريني كيف تم الكشف عن الكاتب الحقيقي للرواية؟

لم اقرأ القصة حتى يومنا هذا رغم اني مررت بها بالكتب وهي المفضلة لكتابي المفضلين ولليوم أقول غداً ويستمر التأجيل، بالنسبة لعالم الخيال فجميعنا ننتقل من حياتنا أحياناً لعالم الخيال الذي أشكر الله على رزقنا اياه، فلولاه لما طقنا رتابة الحياة، ما رأيك أنت؟

هي قصة خيالية فقط وسيحدث أن يكبر الأطفال ويرتطمون بالواقع ويهربون لخيالهم الطفولي، ألم يكن النقاد أطفالاً يوماً؟