في كتاب "لماذا يقلق أبواك من هاتفك"، يوضح دين بورنيت أن الإنترنت صار بابا لمواجهات صادمة ما كانت موجودة من قبل: حوادث، عنف، كوارث.. وكلها ممكن توصل لنا فجأة وبكثافة. العقل البشري ما تبرمج يتعامل مع هذا الكم من الصدمات المتتالية، النتيجة إن بعض الناس يتأثرون نفسيا بشكل عميق، بينما آخرون يتطبعون معها لدرجة يفقدون حساسيتهم تجاه الألم!

وأذكر هنا قصص حقيقية سمعتها من دكتور، عن مثلا قصة شخص اشتكى له من عدم انبساطه بما فيه الكفاية فيوم زفافه! وآخر صار مابيتأثر بالمواقف الحزينة كما يجب.. وكان كلام الدكتور في سياق التحذير من استهلاك مختلف الصدمات بشكل فوري، مثلما قال الكتاب، تشوف منشور سعيد عن زواج صديقك فتفرح، تمرر بإصبعك يطلع منشور عن إخواننا في غزة فتشعر بالقهر والحزن..

هذا الاختلاف المفاجئ بين مختلف المشاعر المتناقضة في فترة قصيرة هو ما ينتج لدينا بلادة المشاعر، وهي مشكلة عامة تواجهنا كلنا فعلا! فبرأيكم كيف نتعامع معها، وهل هناك طريقة لإعادة ضبطها كي تعود مشاعرنا الطبيعية مثلما كانت؟