الحَجَر
بقلم: عبدو بليبل
ومرَّ مليونُ عام، وأنا حَجَرٌ في حديقة.
يتقاذفني الأطفالُ مثلَ كرةٍ، ثم يضحكون.
فقلتُ في نفسي مُستغرِبًا:
قبلَ مليونِ عامٍ وأكثر، كنتُ موجودًا في مكانٍ آخر، لكنَّني كنتُ كائنًا يتحرَّك.
ألعبُ، وألهو، وأضحكُ، كما الأطفالِ في الحديقةِ يلعبون...
غيرَ أنّني، وبفَجأةٍ واحدة، غمرني الظلامُ، وفقدتُ الحياة.
وفي صبيحةِ يومٍ، استفقتُ من نومٍ لا أعرفُ ما كان،
فوجدتُ نفسي حَصاةً منزوعةَ الحياة.
تتقاذفني الرياحُ، وتحملني العواصفُ من مكانٍ إلى آخر،
إلى أن وصلتُ إلى هذا المكانِ البعيد،
حيثُ استفقتُ مرّةً أُخرى على ضَحِكٍ ولَعبٍ ومَرَح،
وكنتُ أتدحرجُ على الرمل، وأنا من جَماد.
ولكن... مَن سيُصدِّقُ، بأنِّي كنتُ أَلهو، وأَلعَب، وأَمرَح،
وبأنِّي أبدًا، ما كنتُ قَبلًا ذاكَ الحَجَر؟
التعليقات