الأكاذيب والخرافات، من الوارد جدا أن تنكشف وتُهزم أمام الحقائق، مهما تأخر حدوث ذلك.. لكن الخطورة الحقيقية التي تتهدد عقل الإنسان، تتمثل في المعتقدات الراسخة التي تأصلت به، وأصبحت غير قابلة للنقد. حتى أن البعض قد يرفض تقبل الحقائق المعروضة عليه، فقط لأنها تتعارض مع فكره وقناعاته الراسخة!.. ولذلك اعتبرها نيتشه أخطر على الحقيقة من الأكاذيب..

وخطورة القناعات الراسخة لا تقتصر فقط على رفض الحقائق، فهي قد تعيق تقدم العقل أيضا؛ وهو ما جعل أثرها السلبي يطال حتى المجال العلمي!.. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، ما عاناه العالم جاليليو جاليلي حينما أعلن نظريته القائلة بكروية الأرض، وبالتالي معارضة الإعتقاد السائد آنذاك، بأن الأرض مسطحة -وفقا لنظرية أرسطو- .. وهو ما عرضه لهجوم شرس من أصحاب الإعتقاد الراسخ بأن الأرض مسطحة، وانتهى ذلك بالقضاء عليه!!

لكن ذلك لم يمنع البعض من القول بأنه يمكن للقناعات الراسخة أن تؤثر إيجابيا بعقلية الشخص، خاصة إن كانت غير ضارة، كأن يقتنع الشخص بموهبته مثلا، أو بقدرته على مواجهة كل العقبات بحياته والتغلب عليها!

لكن برأيكم، كيف يمكن التحكم بالقناعات الراسخة، حتى نتفادى خطورتها، وآثارها السلبية على عقولنا؟!