واحدة من أجمل وأهم أفكار عبد الوهاب المسيري في رأيي، مقولته، أن المطلوب ليس تحرير المرأة، وإنما تقييد الرجل، وهي مقولة يمكن أن نتفق أو نختلف معها، كل حسب منظوره، لكنها تستحق النقاش وبعمق، فهل البشرية تحتاج اليوم إلى تحرير أكبر للنساء أم تقييد للرجال؟

حقيقة، لا أتفق إطلاقا مع فكرة تقييد أو الحد من حرية أي طرف، لكن ما يقصده المسيري هو زيادة روابط الرجل بالبيت، فهو يرى أن العصر الحديث خلق رجل منهمك في البحث عن المال؛ غارق في دوامة العمل، مما يعني بعده أو غيابه عن المنزل، فيقع عبء تنشئة اﻷطفال على كاهل اﻷم وحدها إلى جانب أعبائها اﻷخرى، وهذه في رأيي فكرة صحيحة جدا، لكن لديها الكثير من المنتقدين والخصوم، لأن المشكلة تاريخية قديمة ليست في تقييد الرجل وإلزامه بالجلوس في المنزل وتربية الأطفال لوقت أطول، وإنما المشكلة كلها في فكرة علاقة الرجل بالأسرة، كمسؤول من الدرجة الثانية!، فحتى لو نجحنا في تقييد الرجل منزليا مع أن هذا تقريبا مستحيل وستكون له عواقب نفسية مخيبة على المدى البعيد، لكن حتى لو نجح ذلك، لن يكون تقييدا كافيا لتحقيق عدالة بين الرجل والمرأة داخل الأسرة، لأنه سيكون تقييد بسيط جدا للرجل مقارنة بالتنازلات الكبيرة التي تقدمها المرأة حتى في حال كانت عاملة .

ففي رأيك هل نحن محتاجون على الأقل عربيا إلى تحرير المرأة أكثر أم إلى تقييد الرجل؟ وكيف يمكن بالفعل تحرير أو تقييد كل منهما دون تهديد أمن الأسرة؟