كلنا سمعنا عن ذلك المستقل أو العامل الحر الذي تقدم لخطبة أحد وتم رفضه، بداعي الاشتباه في مهنته غير المعترف فيها، أو عن ذلك السباط أو البناء الذي يقبض أعلى من نصف المهن المكتبية والكل يتهافت عليه ويطلب خدماته، لكن عندما يريد أن يتقدم للزواج لا يقبله أحد أو على الأقل يُنظر له نظرة دونية، حتى أن الآباء يمنعون أبناءهم من العمل في بعض المهن المحتقرة مثل أعمال البناء، السباكة، النجارة.. الأعمال اليدوية عموما، فماهو السبب في ذلك؟ لماذا يردنا أباءنا أن نكون كلنا أطباء أو مهندسين أو معلمين على الأقل؟

السبب ببساطة راجع الى المستوى الفكري وطبيعة الشعوب نفسها، إذ توجد شعوب عملية بطبيعتيها وشعوب تأملية، واذا رجعنا إلى تاريخ احتقار المهن نجد أنه قديم جدا قدم المهن نفسها، نجد في الحضارة اليونانية يتم احتقار المهن الفكرية، والفنون والأعمال ذات البعد العقلي، وتعلي من المهن اليدوية والصناعات والحرف، فالصنعة في ذلك الوقت أهم من الحكمة والفكرة، لذلك كانت لا تعطى أهمية لأشخاص الذين يمتهنون مهن غير عضلية مثل الكاتب أو الفنان أو المدرس، لهذا نسمع أن سقراط كان يتم التنمر عليه والسخرية منه دائما لأن الشعب اليوناني لا يعتبر التعليم مهنة أصلا.

لذلك مستوى التفكير وطريقة الحياة تجعل بعض المهن أهم من بعضها الاخر، فالشعوب القديمة تهتم بالمهن اليدوية لأنها كانت تلبي احتياجاتها أكثر، أما اليوم فالمهن الفكرية هي الأعلى.

في رأيكم ما هي الأسباب التي تجعلنا نعلي من بعض المهن ونقلل من الأخرى، وهل هناك مهنة بعينها يستحيل عليك العمل بها؟