نحن لا نحنّ لمجرد الأمكنة التي عشنا فيها، أو الناس الذين فقدناهم، أو الأفعال التي كنا نمارسها، بدليل أننا لو عدنا لنفس المكان بنفس الأشخاص الذين عشنا معهم وفعلنا نفس الأفعال التي كنا نفعلها، فلن يكون لها نفس الشعور الذي افتقدناه.

  نحن نحنّ فقط إلى الطمأنينة التي فقدناها مع كثرة التفكير في الماضي والخوف من المستقبل، ونحنّ إلى التفاؤل الذي كان يملأ أنفسنا استبشارًا بكل حدث سعيد قادم، وإلى اللذة التي اختفت بالروتين المكرر، وإلى قوة الشباب التي كنا نتمتع بها ..

الإنسان له مراحل ثلاث:                        

مرحلة الطفولة، وفيها يعيش في المستقبل، وقليل من الحاضر، فدائمًا يقول: إذا كبرت سأفعل كذا وكذا

مرحلة الشباب، وفيها يعيش في الحاضر، وقليل من الماضي وقليل من المستقبل

مرحلة الشيخوخة، وفيها يعيش الإنسان في الماضي، وقليل من الحاضر والمستقبل، فجُلّ حديثه عن الذكريات