منذ صغرنا عرفنا المثل الشهير القائل: «الطيور على أشكالها تقع». وحتى اليوم ما يزال كثير من الناس يؤمنون بهذا الكلام كأنه حقيقة مطلقة. فهل ترى هذه الفكرة صحيحة كلياً أو جزئياً؟ وهل هناك تفسير آخر للمقولة قد يخفى علينا؟
هل تقع الطيور على أشكالها؟
أؤكّد ذلك مئة بالمئة عن طريق مراقبتي الخاصّة للبشر والمجتمعين السوري والمصري بسبب اهتمامي بالكتابة وأيضاً بسبب تجربتي الخاصة مع الأمر، لمعالجة هذا الموضوع ألجأ إلى تجربتي الشخصية، أنا في بداية عام ال 2015 كنت ميّال إلى إنشاء مشروع صغير، أثناء تلك الفترة كنت أقرأ وأتعلّم يومياً عن كيفية إنشاء المشاريع الصغيرة وأدخل ضمن التدريبات والكورسات التي قد تصنع منّي هذا الشخص الذي أحلم وفي الحقيقة أثناء تلك الفترة كنت دائماً ما أجد فجأة أمامي من يساعدني ومن أريد بأقل مجهود ممكن، كل شيء مُيسّر وأمامي من الأشخاص الذين يحتاجونني وأحتاجهم، الأن هذا الأمر ما الذي يثبته؟ لا شيء إلى الآن، ولكن في عام 2019 تقريباً بدأت أهتم بتغيير مجال تركيزي، تركت مشروعي الصغير الناجح يومها والتفتت إلى ما اعتقدت أنّه الأنسب فعلاً لي، الكتابة، وحين غيّرت عقليتي وشكل تفكيري أيضاً صار معي ما كان يصير مسبقاً، والآن بعد ما سافرت ذات الأمر
إذاً هناك أمر وعلاقة بين شكل تفكيري ووجهات نظري ومبادئي وأفكار ومن أقابل بالحياة! ما يعني أنّني حتى ألتقي من يصعب عليّ أن ألتقي بهم يجب فقط أن أغير شكل تفكيري وظرفي وكل شيء يشبهني سيقع عليّ ومعي، أؤمن انطلاقاً من هذه التجربة بأنّ الطيور على أشكالها تقع فعلاً!.
أعتقد أنّها فكرة صحيحة إلى حدّ ما ولكنها ليست حقيقة مطلقة. فخياراتنا تعبّر عن أهوائنا وطباعنا وشخصيّاتنا. لذلك فإنّ اختيارنا لصحبة أحد تعني أنّنا وجدنا أمورا مشتركة بيننا سويّا وهو ما يحثّنا على تعزيز أواصر هذه العلاقة. إلّا أنّه وبنفس الوقت قد لا يكون هذا الواقع دائما إذ أنّ هناك أنواع من الشخصيّات أحيانا تبحث عمّن يختلف عنها. وفي أحيانا أخرى يكون سبب هذه العلاقة مصلحةً لا أكثر. لذلك فأصح ما يُقال حول هذا القول أنّه نسبي ولا يجوظ تعميمه في جميع الحالات.
فهل ترى هذه الفكرة صحيحة كلياً أو جزئياً؟ وهل هناك تفسير آخر للمقولة قد يخفى علينا؟
لامر يعتمد على تأويلك لهذه العبارة، والطريقة التي تسقط بها الفكرة على حياتك وتجاربك ، وبالتأكيد مدى فهمك لنفسك وللعالم.
لا يهم فعليا ما اذا كانت هذه العبارة صحيحة في ذاتها ام لا، ما يهمني شخصيا هو كيفية تفسيرها واستعمالها في حياتك ، ان كان ايجابيا او سلبيان عمليا او تنظير فقط، فكرة للتعالي والظهور ام قاعدة فعلية في حياتك.
الطيور على اشكالها تقع يمكن أن نفهمها اننا كلنا ناقصون بشكل ما ولنا نقاط ضعف خاصة تميزنا وهذه نقطة ايجابية ، ويمكن يؤول لا مجال للوصول الى الكمال ولا امل للسعادة مثلا وهذا تاأويل سلبي ...ولا يهم الطريقة التي تؤول بها الا بتأثيرها عليك، فقد يكون تأويلك سلبيا لكنه متوافق مع منطقك الداخلي ، وقد يكون العكس .
هذا المثل الشهير يعبر عن فكرة أن الأشخاص الذين يشتركون في الصفات أو الميول أو المصالح يميلون إلى التجمع مع بعضهم البعض. وهذه الفكرة لها جانب من الصحة والمنطق، فالإنسان كائن اجتماعي، ويحتاج إلى التواصل والتفاهم مع الآخرين. ومن الطبيعي أن يجد هذا التواصل والتفاهم مع الأشخاص الذين يشبهونه في بعض الجوانب، أو يحبون ما يحب، أو يفكرون كما يفكر.
ولكن، هذه الفكرة ليست صحيحة كلياً أو جزئياً. فهناك عوامل أخرى تؤثر في تشكيل علاقاتنا مع الآخرين، مثل:
- التنوع والتعددية: لا يمكن أن نقول إن كل شخص لديه صفات أو ميول أو مصالح ثابتة ومحددة. فالإنسان كائن متغير ومتطور، ويتأثر بالظروف والتجارب والمعارف. وقد يجد نفسه مهتمًا بأشياء جديدة أو مختلفة عما كان عليه سابقًا. وقد يجد نفسه متقاربًا مع أشخاص لم يكن يتوقع ذلك من قبل.
- التكامل والتكيف: لا يمكن أن نقول إن كل شخص يستطيع أن يجد من يشبهه في كل شيء. فالإنسان كائن متفرد وفريد، ولديه خصوصية وهوية. وقد يضطر إلى التعامل مع أشخاص لا يشاركونه في كثير من الأمور، سواء في العمل أو في المجتمع أو في الأسرة. وقد يجد نفسه قادرًا على التكامل والتكيف مع هؤلاء الأشخاص، وإقامة علاقات جيدة معهم.
لذلك، أنا أرى أن هذا المثل ليس قانونًا ثابتًا أو حقيقة مطلقة. بل هو تعبير عن نزعة طبيعية لدي الإنسان، لكن ليست هي الوحيدة أو الحاسمة. فالإنسان كائن معقد ومدهش، ولا يمكن حصره في صورة واحدة أو تصنيفه في خانة واحدة.
وبالمناسبة أنا في حياتي لم أتبع هذا المثل كثيراً. فأنا أحب التعرف على أشخاص مختلفين ومتنوعين، وأحب تجربة أشياء جديدة ومثيرة. فأنا أرى أن هذا يثري معرفتي وشخصيتي وحياتي.
وهل هناك تفسير آخر للمقولة قد يخفى علينا؟
هذا المثل الشهير يعني أن الإنسان يميل إلى شبيهه، وشبيه الشيء ينجذب إليه، فكرة هذا المثل صحيحة جزئياً، فإن كان هناك توافق بين الأشخاص في بعض المجالات، فلا يعني ذلك أنهم متشابهون في كل شيء. فقد يكون لديهم اختلافات في الأفكار أو الأذواق أو الأهداف. وقد يكون هناك تفسير آخر للمقولة قد يخفى علينا، وهو أن الإنسان قد يتأثر بصحبته ويتغير بمرور الزمن.
حسنا قد يرى الكثير منكم انني مخطئة لكن ما اقوله يبقى وجهة نظر .على الارجح هذا المثل خاطئ لان الفرد دائما ما يبحث عن شخص يكمله بصفته يفرط في البحث عن المثالية و يجدها كامنة في شخص يختلف عنه تماما ليصبحا كالشخص الواحد و ان اختلفت الاهتمامات .حين يشبه شخصان بعضهما البعض عادة ما يختلجهما النفور بينما الانسان يحب الخارج عن المالوف في طبعه .فيميل الشخصان المختلفان الى بعضهما البعض كأن اكون متريثة و صديقتي مشاغبة و ما الى ذلك ما يجعلنتي اريد التغير و اكتشاف اشياء جديدة و الانتفاع بوجهات نظر و اراء ومختلفة
التعليقات