نعود اليوم الى أسئلة الطفولة في الفلسفة، وبدون مقدمات السؤال هو هل يجب ان نثق في حواسنا؟
من البديهي اليوم أننا لا نثق في حواسنا خصوصا ونحن في زمن الذكاء الصناعي والتلاعب بكل شيء مادي، طيب إذن لماذا تثقون في العلم إذا كان الأمر كذلك، أليس العلم الحديث مبني على التجربة الحسية، أي أنه مبني بالدرجة الأولى على خبرة الحواس حتى لو كانت معززة بأدوات أخرى ؟
أصدقائي المتفلسفة يبدوا أن ديكارت جنى علينا كثيرا بتقديسه للعقل فقط وتجريمه للحواس، وربما حساسيتنا ونفورنا من تصديق الحواس هي فكرة تستحق إعادة التفكير فيها مجددا هي الأخرى، وكما يقول أرسطو :" من فقد حاسة من الحواس فقد علما من العلوم" فالعلم مربوط بمدى قدرتنا على الاتصال بالعالم الذي هو ساحة الحقيقة، والعيش في العقل وحده اشبه بالعيش في فقاعة شفافة، ربما يمكننا رؤية الكثر من الداخل لكننا غير قادرين على تفحص ما هو في الخارج والتأكد من حقيقته، لذلك تضع المدرسة الفينومينولوجية واحدة من أهم قواعدها المنهجية في المعرفة ، بمسمى " القصدية" وهي القصد في التوجه لشيء العيني المراد معرفته واكتشافه بالحواس أولا ثم احالته إلى صورة ذهنية عقلية بعدها من أجل فهمه والوصول لحقيقته.
والسؤال الان لماذا نحقر الحواس في تفكيرنا الابستمولوجي وتراثنا الثقافي؛ فنشجع على عدم ما نسمع أو ما نرى مثلا، في حين أننا في جوانب أخرى من الحياة نصدق الحواس الى درجة التقديس، فنعمي العقل ونسكته فقط لان لينا معلومة حسية؟
في رأيك هل عينا ان نثق في الحواس واي أي مدى يمكننا ذلك؟ ماهي الحالات التي يجب فيها أن نعطي أولوية لحواسنا وماهي الحالات التي يجب أن نتخلى عما تقوله لنا مؤقتا؟
التعليقات