"المفهوم الفلسفي للوقت: هل الوقت مجرد إطار أم له طبيعة أكثر تعقيدًا؟"

أغلى الأصول بحياتنا هو الوقت، فبالتأكيد يؤثر بتجربتنا وتطورنا. والاستراتيجيات كثيرة لإدارة الوقت، لكن أحب دوماً التخطيط لصرف أقل وقت ممكن لقاء تحقيق أقصى فائدة ممكنة، مع تحديد الأولويات اليومية من الأهم إلى الأقل أهمية.

فهل تعتقدون أن الوقت يؤثر على تجربتنا الشخصية وتطورنا كأفراد بالفعل؟

أخبرنا ذات مرة أستاذ علم الجمال، أن الفارق الرئيسي بين الحلم والواقع، هو الشعور بالوقت.. ولذلك فالوقت هو السمة المميزة لكوننا واعيين بحياتنا الواقعية، ومن ثم علينا التعامل معه بحكمة، دون مبالغة بالإهتمام أو الإهمال..

ومنذ ألاف السنين كتب الفيلسوف الرواقي سينيكا رساله لصديقه بعنوان “في قصر الحياة”. وكان واضحاً من كلمات سينيكا استياءه من تذمر الناس، على اختلاف مستوياتهم العلمية، من أن الحياة قصيرة جداً. في حين يذهب هو إلى القول إن الحياة ليست قصيرة أبداً، ولكن معظـم الناس يهـدرون كثيراً منها!

ورغم ذلك محمد، لا يجب أن تصبح إدارة الوقت هي شاغلنا الأول بالحياة؛ فبمجرد أن يصبح الفرد غارقاً في ثقافة كفاءة الوقت لدرجة الهوس، سيصبح عرضة للتعرض لضغوط مصطنعة لا يمكنه التحكم بها، وتدفعه إلى استغلال وقت فراغه “بشكل منتج” أيضاً!.. فحتى أوقات الراحة والاستجمام لم تسلم من غزو ثقافة كفاءة الوقت المزعومة تلك!

عادة ما اقوم بتشبيه الوقت بجسد الإنسان، أما الزمن هو الروح التي تحتوي مضمون هذا الجسد!

ولقد أبدع وليام شكسبير عندما قام بوصف الزمن: “الزمن بطيء جداً لمن ينتظر، سريع جداً لمن يخشى، طويل جداً لمن يتألم، قصير جداً لمن يحتفل، لكنه الأبديه لمن يحب.”

الوقت هو الدقائق والساعات والثواني التي تمضي من عمرنا، فهو عداد لما مضى! أما الزمن فيضم تفاصيل الحكاية.

أؤيد كلامك أخي محمد، فقد يكون الوقت أو الزمن شريك بالعديد من المشاعر، مثل شعور الندم عندما يندم الإنسان على الماضي، والماضي وقت من حياة الإنسان، وشعور الخوف من المستقبل وشعوره بالتهديد!

عن نفسي، أعتقد أن الوقت هو أهم شئ في حياتنا، فهو العملة التي يمكن من خلالها أن نشتري ما نريد، فبالوقت نجني المال ونتعلم أشياء جديدة ونكتسب خبرات حياتية ونمضي أوقات جميلة مع أصدقائنا واهلنا، وعلى الرغم من ذلك، كثير منا للأسف يضيع الوقت هباء بما لا يفيد ولا يدرك ذلك إلا حين ينفذ رصيده من الوقت. لذلك، أحاول قدر الامكان استغلال وقتي من خلال عدد من الاستراتيجيات مثل:

• تحديد الأولويات عن طريق ترتيب المهام وفقًا لأولوياتها والاهتمام بالمهام الأكثر أهمية أولاً ثم التي تليها أهمية.
• تخصيص فترات زمنية محددة لأنشطة معينة من خلال تحديد وقت للعمل، ووقت للراحة والاسترخاء، ووقت للتفاعل الاجتماعي، ووقت للنمو الشخصي.
• استخدم أدوات التنظيم مثل التقويم الورقي أو التطبيقات الإلكترونية لإنشاء جدول زمني وتحديد المواعيد والمهام المختلفة.
• تقليل التشتت والانشغال غير المنتج عن طريق إيقاف إشعارات الهاتف أو البريد الإلكتروني أثناء تنفيذ المهام الهامة ومحاولة التركيز على مهمة واحدة في كل مرة وتجنب التشتت العقلي.
• إعداد خطة لكل يوم أو أسبوع قبل البدء وتحديد المهام التي أحتاج إلى إنجازها وجدولة الوقت المناسب لكل مهمة.