قبل أيام قليلة انتشرت اخبار-في دولة عربية- عن قصةجدة حملت بحفيذها، لأن زوجة الابن غير قادرة على الحمل بسبب مشكلة طبية ما بها، الحادثة طرحت إشكاليات أخلاقية وطبية واسعة النقاش، عن مدى أخلاقية هذا الفعل، والنتائج المترتبة عليه، سواء من الناحية الصحة النفسية والعقلية لجميع الأطراف المشاركة، أو من الناحية القانونية وحتى البيولوجية، ناهيك على الرفض الديني والعرفي السياسي العربي للمسألة.

ظاهرة كراء أوتأجير الأرحام ، والتي تعرف بالحمل البديل، هي أن توافق امرأة(أم بديلة) على إنجاب طفل لشخص ما، ثم يصبح الوليد الجديد ابن له، بحيث يتم أخذ البويضة من الأم المانحة وزرعها في رحم الأم الحاضنة، وتختلف طرق ذلك بين طرق تقليدية وطرق حملية.

لنفترض بإن اختك تعاني من مشكل قاهر يمنعها من الحمل، وليس من طريقة أخرى لتحقيق حلمها في الأمومة سوى إيجاد أم بديلة تحمل جنينها، بالطبع طرق التلقيح آمنة وليس فيها شبهة أخلاقية، حيث سيتم التلقيح مخبريا بطريقة صناعية تحت إشراف طبي، وانت مطالب الآن بدعمها ومساعدتها، وقد استنجدت بك للبحث معها عن أم بديلة، ماذا ستفعل؟

لنفترض أيضا أنك تعيش في منطقة جد متزمتة لا تسمح بمثل هذا التفكير لو مزاحا، وتعلم إن قانون بلدك لا يسمح بذلك أيضا، لكنك مقتنع أن من حق أختك أن تعيش أمومتها ولا مشكلة مادامت الأمر سيتم بطريقة أمنة وأخلاقية، كيف ستحمي أختك من المجتمع في هذه الحالة؟ ماذا تظن أن عليك أن تفعل؟

 طيب لنفترض افتراضا أصعب قليلا تمكنت أختك أخيرا من انجاب ابنها بواسطة امرأة أخرى، سواء بدعم منك أو غصبا عنك وعن العائلة، كيف سيكون موقفك من الوليد الجديد؟ هل ستعترف به ابنا لأختك؟ ثم ماذا ستفعل؟

افتراض آخر أصعب، ماذا لو مر الزمن وطالبت الأم البديلة بابنها المحمول، هل سيكون الحق معها؟ هل ستدافع عن حق أختك في الأمومة أم أنك سترى أن الأم الحقيقة هي الأم الأخرى وتتنازل عن الموضوع؟ إذن ماذا ستفعل؟