في زاوية غرفة لا يدخلها أحد إلا للنسيان، كانت نظارة الواقع الافتراضي معلقة بشموخ. كأنها بوابة لعوالم لا تنتهي، تنتظر من يلبسها لتقوده حيث يشاء… أو حيث يُوجَّه. وفي الجهة المقابلة، على رفّ مغبر، كان هناك كتاب قديم. غلافه ممزق قليلًا، لكن صفحاته لا تزال تنبض بما يكفي من الكلمات لتوقظ الخيال.
قالت النظارة، وهي تلمع بثقة: "أنا أفتح له أبواب الفضاء، الجبال، أعماق المحيط… دون أن يتحرك خطوة." ردّ الكتاب بنبرة هادئة: "وأنا أفتح له ما هو أعمق… بداخله." ضحكت النظارة: "أنا أجعل كل شيء واقعيًّا! ترى العالم ثلاثي الأبعاد، تشعر كأنك هناك!" ابتسم الكتاب وقال: "وأنا أتركه يصنع عالمه بنفسه… خيال بلا حدود جاهزة."
صمتت النظارة لوهلة. كانت تعرف أنها تُبهِر، تُسلّي، تُشغل العيون… لكنها لا تُشعل شيئًا في الداخل. أما الكتاب، فرغم وحدته، ظل واثقًا أن كل من قرأه… خرج مختلفًا عمّا دخل.
التعليقات