لماذا نرى بعض الناس يكذبون عند تقديم أنفسهم للآخرين؟

ولماذا يفترض بعضهم لأنفسهم مكانة اجتماعية أو ثقافية أو علمية لا يمتلكونها، أو على الأقل لم يبلغوها بعد في الوقت الحالي؟

كل ذلك يعود إلى شعورهم بالنقص، وإلى صورة محطّمة يحملونها عن أنفسهم وبيئتهم ومحيطهم. وبدلاً من السعي لتحسين هذه الصورة والعمل على تطوير الذات، يلجؤون إلى اختلاق شخصية ووضع خياليين، لا وجود لهما في الواقع، كوسيلة للهروب من تلك الصورة الذليلة التي يرون أنفسهم فيها.

المشكلة تكمن في أن هذا الشخص سيدخل لاحقاً في صراع داخلي بين الصورة التي رسمها لنفسه، ويحاول إقناع الآخرين بها، وبين حقيقته التي يعرفها جيداً، وتنكشف له بوضوح عندما يخلو إلى نفسه.

انتبه جيداً للكلمتين التاليتين:

“كلما ازددتَ تعلّقاً بصورةٍ معينة عن نفسك، كنتَ سجيناً لها. وكلما سعيتَ إلى الحفاظ على صورة أمام الآخرين، ازداد صراعك الداخلي نتيجة تشكيلك لنفسك بحسب ما يريد الآخرون.

والصورة الوحيدة التي ينبغي أن تحافظ عليها أمام نفسك، هي أنك عظيم وذو قيمة عالية. أي صورة أخرى أمام نفسك قد تجعلك متعلقا بها وعندما تتعرض لأي حدث قد تشعر بالألم عندما تنهار تلك الصورة 

وهذا لا يعني أن تكفّ عن الحلم أو أن تتوقف عن السعي لتطوير نفسك وتحسين وضعك، ولكن لا تتقمص هذه الصورة قبل أن تصل إليها فعلاً. لأنك إن فعلت، ستجد نفسك خاوياً من الداخل، ذلك لأنك، أثناء محاولتك التماهي مع صورة زائفة رسمتها لنفسك، قد تهدر ذاتك الحقيقية وشخصيتك الأصيلة.