رف مزدحم بالصمت…
في أحد الرفوف العالية، جرس صغير معلّق بصمت، لا يُصدر صوتًا إلا إذا هزّه أحد. بقربه، كانت علبة كبريت مغلقة، قديمة، لم تستخدم منذ زمن.
الحديث في الغرفة كان دائمًا عن "الصوت الجماعي"… عن الأناشيد التي لا تبدأ إلا إذا قررت الجماعة أن تصفق. مساءها، ارتجّ الجرس من تلقاء نفسه، دقّة واحدة… واضحة، نقية، لا تستجدي الانتباه. فقط… صادقة. مر ذلك على سمع علبة الكبريت، فاهتز فيها عود. اشتعل – لا ليحترق، بل ليُنير. لم تطلب منه شيئًا، لكنها صدقته. الضوء الصغير سقط على عدسة كاميرا مهجورة في الزاوية، ففتحت عينيها للمرة الأولى منذ وقت بعيد، وبدأت تلتقط… لا ما يقال، بل ما يحدث فعلًا.
مرّت نسمة هواء خفيفة، حركت ريشة مكسورة في كوب زجاجي… كانت خاملة، لكنها الآن ترقص على إيقاعٍ جديد، لم تمليه الجموع. الرف ما زال مزدحمًا بالصمت… لكن العدوى بدأت.
التعليقات