منذ قليل كنت أفكر في شيء وهو أنه إن واجه أحد من حولي مشاكل ومصاعب في حياته فإنك تجد غالباً الذين يدعمونه في صنفين أولهما يستخدم قلبه و يدعمه نفسياً وعاطفياً ويجعله يشعر بالراحة من خلال حديثه وهؤلاء كثُر وثانيهما يبحث له عن حلول لمشكلاته دون إظهار تلك المشاعر بالاهتمام ومع ذلك تجد أن أغلب الناس تفضل من يبعث الطمأنينة في قلبها مع أنه غالباً كالمخدر الذي ينسيك مؤقتاً ما أنت فيه ويتناسون من قدم له مصل الشفاء، لو واجهت موقفاً كذلك فأيهما تفضل أن يكون إلى جانبك؟ ولماذا؟
ما اختيارك بين قلب وعقل؟
كل شيء له وقته. هناك وقت يجب أن تكون فيه مع الشخص الذي تحبه بقلبك، وتدعمه نفسيا كي لا ينهار، وتدعو له، وتخفف عنه. وأحيانا أخرى يحتاجك المقربون منك بنفسك، وأفعالك، وأفكارك، ومشورتك، وهكذا. أرى كلا الطريقتين ذات أهمية كبرى، ولا يجب التقليل من أحدهما. فقد تشير على أحد برأي يكون سبب خير كبير جدا له. عندها لا يجب أن تنسى هذا الشخص، ولا فضله عليك.
معكِ حق لكنني أجد بعض الناس يتعذر عليهم إظهار مشاعرهم لأنهم لا يعرفون كيف مع أنهم يريدون حقاً مساعدة ذلك الشخص لكن نادراً ما تظهر عليهم مشاعر التأثر مع أنهم مهتمين ويفعلون ما بوسعهم لتقديم المساعدة
بالفعل، وأنا من هؤلاء الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في تقديم الدعم النفسي. لكني وجدت الأمر أبسط مما كنت أعتقد، وأحاول التواجد مع الشخص، والسؤال عنه، والكلام معه حتى لو كان على لا شيء. مع الوقت، سيعرف المقربين منك طبعك، ولن يطالبوك بما لا تسطيعين تقديمه. فنحن كبشر مختلفون. ومنا من يستطيع القيام بشيء أفضل من الآخر، وهذه سنة الحياة.
في بعض المواقف الصعبة أقف لأفكر بالحلول ودائماً ما استطيع تقديم أفضل الحلول ولكنني أجد صعوبة حقيقة في مواساة أحد وتقديم ذلك الدعم أجد أن كل الناس تستطيع القول ولكن لا أحد يساعد لذا دائماً ما اتخذ موقف المفكرة والباحثة عن الحلول ودائماً ما أساعدهم بأقصى طاقاتي دون أن انتبه أنني لم أقل كلمة تدعمهم نفسياً ولكن أجد البعض ممتنون وهذا ما يجعلني أشعر بأن تصرفي مناسب ومعكِ حق بأننا مختلفون فلم استطع إلى الآن تغيير تلك الصفة
باختلاف أنواع الدعم فالأكثر تأثيراً هو التصرف والمساعدة حتى وإن لم أستطع القول والمواساة فمثلاً في حالة وفاة أحد آباء صديق له ولم تتمكن من مواساته ولكنك ظللت تساعده في الفترة الحالية من حياته وأحداث يومه حتى يتخطى الموقف أظن أن هذا هو مايساعد حقاً
في الغالب أفضل الثاني ارحب بمن يقدم لي حلولًا، ويحدثني بطريقة عملية وهذا في المواقف الصعبة التي تتطلب حلولًارسريعة وتفكيرًا موضوعيًا، مع انه في بعض الأحيان احتاج وجود شخص ينتعاطف معي ويتفهم حزني، وهذا في المواقف النفسية والإنسانية التي احتاج فيها إلى دعم نفسي
التعاطف يقوي من رباطة جأش الشخص ويجعل عقله اكثر استقراراً وبالتالي قادر "في حالات كثيرة" على ان يقرر بنفسه وبشكل شجاع مايجب عليه فعله!
اما من يعطي النصائح فقط! فاذا كان الطرف الاخر لا حيلة له واعتمد عليها، من الممكن ان نؤدي به الى مستوى اسوء او نتيجة لا ترضيه.
لذلك يفضل ان نتعاطف على ان نعطي حلول مادمنا غير حكيمين في اختيار الحل المناسب.
فبالنسبة لي، عادة لن اندم على قرار اتخذته حتى لو كانت نتيجته سيئة لكني لن اكون سعيد بقرار يتخذه غيري واحصل منه على نتيجة سيئة.
غالباً من يحاول تقديم الحلول يحاول أن يفكر بطريقة تشمل جميع الجوانب وإيجاد الحل الأمثل للمساعدة وقد يقدم حلولاً أفضل من التي يقدمها لنفسه ولكن يبقى بالطبع الخيار لصاحب المشكلة وإن من يقدم حلولاً يعطي فقط فكرة لتصبح حلاً أو لتنتج أفكاراً لحلول لم يكن يفكر بها سابقاً بسبب الضغط النفسي الذي يواجهه ولكن معك حق يمكن أن يكون لبعض الناس التعاطف المريح أفضل من المساعدة الفعّالة
من يعطي الحلول عليه ان يمر بنفس الموقف ويجرب أو يعرف الطرق الانسب لحل المشكلة. لا ان يضع نفسه في نفس الموقف ويخمن لان من يده في الماء ليس كمن يده في النار.
ربما معك حق ولكن الأهم من ذلك أنه حاول تقديم يد المساعدة ولم يقف مكتفياً ببعض كلمات المواساة وفي كثير من الأحيان تجد أن الذين يمرون بأوقات صعبة شبه عاجزين عن التفكير السليم الذي يؤدي إلى حلول مناسبة لذا بعض الحلول المقدمة قد تفتح آفاقاً لم يكن يراها وهو في حالته تلك
"على الاقل حاول" لايفضل ان تكون في مثل هذه المواقف. مثلا شخص لديه القدرة على مساعدتك وحاول ذلك لكنه لم يستطع. نقول على الاقل حاول.
لكن شخص يعطيك حلول لتقوم بها او يحاول مساعدتك ثم مساعدته ترمي بالمحتاج الى مستوى اسوء. هذا مانسميه بالاحمق (يريد ان ينفعك فيضرك) لهذا افضل ان يكون مواسي طالما لا يملك القدرة
الشخص الذي يملك القدرة في المجال الذي تحتاج فيه لمساعدة وقام بمساعدتك على تخطي تلك المشكلة مثلاً فهذا هو المطلوب. او شخص لديه الخبرة او الطريقة التي يثق انها ناجحة. لا ان يقدم حلول من باب "افكر كما لو كنت في مكانك"
بالطبع إنني أتكلم عن من لديه القدرة ولم أقصد أن على من يعلم ومن لا يعلم تقديم المساعدة والأحمق الحقيقي هو من يأخذ أي نصيحة تلقى أمامه دون التفكير بها وبفوائدها وعواقبها وكأن لا إرادة لديه ومع أهمية الناس الذين يقومون بالمواساة والدعم النفسي فإننا لا يمكننا التغاضي عن أهمية من يقدم المساعدة الحقيقية
التعليقات