برأيي فأنا أعتقد أن الإبداع يتجلى في القدرة على رؤية الأمور بطريقة مختلفة مع القدرة أيضا على تحدي الأفكار التقليدية فمثلما قاد إيلون ماسك ثورة في صناعة الفضاء بتساؤله الجريء حول كيفية الوصول إلى الفضاء، يظهر أن التفكير المستمر وإعادة تقييم الأفكار يفتح آفاقا جديدة للابتكار. مثل شركة TheBrowser كما ذكرت، التي استخدمت أدوات موجودة بطريقة جديدة لتقديم تجربة تصفح مبتكرة. ففي النهاية، يبرز هذا النهج الإبداعي أهمية السؤال المستمر والبحث عن إجابات جديدة لتحفيز التطور والتقدم.
إعادة ترتيب الجذور
حياة بلا تساؤلات، حياة لا تعاش .. هذا ما أؤمن به
هذا الإقتباس من تدوينة سابقة لي في المدونة -سأرفق رابطها بالأسفل-، حيث أعدّ التساؤل عنصر ضروري لنمو الإنسان وتشكيل وعيه، من الناحية الفكرية والفلسفية وحتى الشعورية وليس فقط من الجانب المادي الإبتكاري كما ذكرت في مساهمتك، السؤال الذي يجرّ وراءه اختراعاً أو اكتشافاً علمياً جديداً، قد يكون السؤال أحياناً مقدمة لترسيخ قناعة، وبالسؤال أيضاً يمكن أن تتعرف على نفسك، على مكامن شخصيتك أيضاً، وهذه من العمليات اللذيذة كما أراها حتى وإن كانت تبدو معقدة في بعض الأحيان.
الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مع شركة سبيس إكس بأنه اعاد تصميم الصواريخ من الصفر لتجيب عن سؤال كيف اصعد إلي الفضاء و اعود مرة أخرى
بما أننا تطرقنا إلى إيلون ماسك فقد أضيف تساؤل فرعي (حسب ظني) قد يكون أحد الركائز التي ساهمت في انطلاق سبيس اكس، وهو التساؤل التالي "كيف أجني المال من مجال جديد وفريد؟"، فعند ذكر إيلون ماسك لابد أن نذكر لغة المال أيضاً !
رابط التدوينة السابق ذكرها:
أعتقد أن هذا مرتبط بمبدأ وجود الإنسان بالحياة فهمته التعمير، مايركز عليه البشر التعمير بمعني الإنجاب وهو ما لم يقصد فقط ولكن التعمير المعنوي والمادي والعلم والبحث والتطوير، لذلك نرى قصور الآن في هذا الجانب، أصبح الكثير من الشباب مجرد مستهلكين لا أحد يفكر في الاختراع والابتكار بجانب المؤسسات التى لا تشجع على هذا الشىء، فكل ما تريد هي آلة تنجز لها العمل من ١٠ صباحاً حتى ٦ مساءً. ولذلك يجب أن نركز على هذه الجزئية، لربما لو سألتني بعصرنا الحالي سأقول لك الأدوات الرقمية أصبحت تغني عن الورقة والقلم، ولكن السؤال هل نحن بحاجة لمواكبة التطور والاستغناء عن القلم والورقة، أم يجب التمسك بكل ما هو قديم بالنسبة لنا؟
من صغري وأنا أحلم أن يتم تكريمي لإختراع أفعله، كبرت وصرت ٢٤ عاماً وما زلت لا أعرف ماذا سأخترع، ولكنك ألهمتني لأكمل تفكير عساني أفعلها بالثلاثين.
لربما لو سألتني بعصرنا الحالي سأقول لك الأدوات الرقمية أصبحت تغني عن الورقة والقلم، ولكن السؤال هل نحن بحاجة لمواكبة التطور والاستغناء عن القلم والورقة، أم يجب التمسك بكل ما هو قديم بالنسبة لنا؟
أعتقد أن مسألة الاستغناء من عدمه عن القديم يكمن في مدى حاجتنا له. فهل نحن بحاجة إلى الورق و القلم أم بديلهما الإلكتروني يكفي؟ أما التمسك بكل ما هو قديم فهذا برأيي لا يصج ولا يجب أن يكون أبداً. لا يصح أن نتمسك له ونقول: هذا ما وجدنا عليه آبائنا!!! فالقرآن نعى على الكافرين قولهم هذا بان بائهم لميكونوا يفقهون شيئا فعليهم هم أن يعملوا عقولهم و يفكروا لأنفسهم! فالقديم لا يجب ولا يصح أنيكتسب قيمته أو شرعية بقاءه من مجرد كونه قديم. قد يكون قديماً وهو غير ملائم و قد تواضعت الناس عليه.
و من هنا بدأت رحلة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مع شركة سبيس إكس بأنه اعاد تصميم الصواريخ من الصفر
هذا ما أود التأكد منه. فهل فعلاً بدأ ماسك بناء الصواريخ من الصفر ولم يستفدمن أفكار من سبقوه ولم يبن عليها؟!! أنا لا أفهم في عملية بناء الصواريخ وحساباتها ولكن ما أعرفه أن انطلاق كل مرحلة من مراحل الصواريخ يقابلها قوة دفع معينة ليفلت الصاروخ من إسار الجاذبية. فهل ماسك اختراع طريقة غير هذه؟! هذه واحدة. أما أن نسأل أسئلة مختلفة لنجد إجابات مختلفة فهذا ممكن برأيي؛ لأن الوجود وطريقة واختراع الأشياء ليس قاصراً على المنهج العلمي التجريبي الذي نتبعه الآن بل ثمة طرق أخرى لعمل نفس الشيئ. يعني بناء الأهرامات كنت قد قرأت ان الفراعين قاموا بتحييد الجاذبية الأرضية بحيث تكون صفراً فلا تقاوم رفع الأطنان الثقيلة! هل وصل الفراعنة إلى هذه الطريقة؟! كيف وصلوا إليها؟! وإن كانوا قد وصلوا هل يعني هذا أنً هناك علوم أخرى بطرق أخرى غير المنهج العلمي المتبع حالياً؟ احتمال كبير أيضاً.
مشكلة معظم من يتحدثون عن الكتابة والفنون أنهم مقتنعون أن هناك الكثيرون في التاريخ قد قدموا أشياء كثيرة، فماذا سيقدمون هم، وأرى أن التساؤلات والإبداع اللذان يتحلى بهما الشخص، لن يساعده فقط في تقديم فن جديد، ولكن سيجعلانه يرى صفحة الفن بيضاء، وكأنه أول من سيخطو بها، أنا نفسي من أنصار هذه المدرسة، أن الصفحة دائمًا بيضاء وتنتظر من يكتب بها، مهما كتبنا بها .
التعليقات